لا تمنع العين من دمع تجود به
في دار سعدى ولكن خلها تكف
أشكوا إلى الله يا سعدى جوى كبد
حرى عليك متى ما تذكري تجف
أهيم وجدا بسعدى وهي تصرمني
هذا لعمرك شكل غير مؤتلف
أما أنالك أن تنهاك تجربة
عنها وما كان من وعد ومن خلف
دع عنك سعدى فسعدى عنك نازحة
واكفف هواك وعد القول في لطف
ما ان أرى الناس في سهل ولا جبل
أصفى هواء ولا أغدى من النجف
كأن تربته مسك يفوح به
أو عنبر دافه العطار في الصدف
حفت ببر وبحر من جوانبها
فالبر في طرف والبحر في طرف
وبين ذاك بساتين يسيح بها
نهر يجيش بجاري سيله القصف
وما يزال نسيم من أيامنه
يأتيك منه بريا روضة أنف
تلقاك منه قبيل الصبح رائحة
تشفي السقيم إذا أشفى على التلف
لو حله مدنف يرجو الشفاء به
إذا شفاه من الأسقام والدنف
[74 أ]
يؤتى الخليفة منه كلما طلعت
شمس النهار بأنواع من التحف
الصيد منه قريب إن هممت به
يأتيك مؤتلفا في زي مختلف
من كل أقرن ممشوق قوائمه
وكل مخرجه (؟) مشقوقة الظلف
وطير ماء ودراج يساوره
بأن يغلقه في جو مختطف (؟)
فيا له منزلا طابت مساكنه
بخير من حاز بيت العز والشرف
خليفة واثق بالله همته
تقوى الإله بحق الله معترف
ساس البرية فانقادت لطاعته
طوعا بلا خرق منه ولا عنف
أقام فيهم قناة العدل فانتصبت
وسار فيهم بلا ميل ولا جنف
وقال الحسين بن الضحاك في سرمرى من شعر طويل:
Bogga 370