Buugga Wadamada
كتاب البلدان
ما إن يرى فيها العريق إذا رأى
شيئا سوى الخيلاء والتبريق
قد فضلوا جهلا مقطمهم على
بيت بمكة للإله عتيق
بمصارع لم يبق في أحداثها
منهم صدى بر ولا صديق
إن قال فاعلهم فغير موفق
أو قال قائلهم فغير صدوق
شيع الضلال وحزب كل منافق
ومصارع للغي والتنفيق
أخلاق فرعون اللعينة فيهم
والقول بالتشبيه والمخلوق
لولا اعتزال فيهم وترفض
من عصبة لدعوت بالتغريق
يا طول شوقي واتصال صبابتي
ودوام لوعة زفرتي وشهيقي
ذكر العراق فلم تزل أجفانه
تهمي عليه بمائها المدفوق
ونعيم دهر أغفلت أيامنا
بالكرخ في قصف وفي تفسيق
وينهر عيسى أو بشاطئ دجلة
أو بالصراة إلى رحى بطريق
سقيا لتلك مغانيا ومعارفا
عمرت بغير البخل والتضييق
ما كان أهنأه وأبعد داره
عن أرض مصر ونيلها الممحوق
لا يبعدن صريم عزمك بالمنى
ما أنت بالتنفيد بالمحقوق
فربا الرجوع إلى العراق وحلها
بمصر فريق بعد جمع فريق (1)
وقال أحمد بن الطيب (2) تلميذ الكندي: مدينة السلام شريفة المكان، كثيرة الأهل، واسعة [52 أ] الشكل، بعيدة القطر، جليلة الولاية نبيهة السلطان، ينبوع الآداب ومنبت الحكم. يأتيها برد الآفاق وخطباء البلاد. ما فعل فيها من خير فمشهور وما علن فيها من شر فمستور. منها الفقهاء والقضاة والأمراء والولاة.
عتاد الخلافة ودار أهل الدعوة. وإن لها لجنسا من السعادة ولأهلها نوعا من الرئاسة، وذلك أنه قلما اجتمع اثنان متشاكلان وكان أحدهما بغداديا، إلا كان
Bogga 326