262

Buugga Wadamada

كتاب البلدان

Noocyada

Juquraafi

فقالوا للنبطي: ويحك! زدتنا تعبا على تعبنا. وقد رجونا أن تخفف عنا.

قال: أو ليس عملكم إنما هو بالنهار، وبالليل أنتم مستريحون؟

قالوا: بلى.

قال: فإنما تعملون نصف الدهر ونصفه تبطلون. ثم انطلق إلى سليمان فقال: يا نبي الله! اعلم أن هؤلاء الجن النقالة يعملون نهارهم. فإذا كان الليل عرجوا إلى السماء واسترقوا السمع وأتوا [27 أ] الكهان فخبروهم بذلك وعبثوا بالناس والبهائم.

قال: فما الحل؟

قال: تبني حول مدينتك هذه أركانا معلقة على عددهم. فإذا فرغوا من عملهم نهارا أمرتهم فصعدوا ليلهم إلى هذه الأركان وتأمرهم بالتسبيح والتهليل إلى الصباح. فيكون لك ثواب ذلك. ومن فقدت صوته منهم عذبته فإنك تعرف أصواتهم ولا يخفى عليك شيء منها.

ففعل ذلك بهم فشكوا إلى إبليس ما قد حل بهم فقال: ليس وراء هذه الشدة شيء فتوقعوا الآن الفرج. فلم تمض إلا أيام يسيرة حتى مات سليمان (عليه السلام).

وكان رجل من أهل السواد في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخلف.

بعض عمال عمر على السواد. فأتاه غلام من العرب وهو في قرية تدعى براثا من بر رخسابور فسأله أن يحمله فأبى، وسأله القرى فالتوى. فلما أكثر عليه قال: يا غلام! أعطه دجاجة. فانصرف الغلام وهو يقول- وكان العامل يكنى أبا جبيرة:

أتيت أبا جبيرة في براثا

فقال الحق بأهلك يا غلام

وهاك دجاجة فتعش منها

ولا يكثر علي لك الكلام

فبلغ خبره عمر، فجعل على أهل السواد قرى الضيف وحمل المنقطع وإرشاد الضال.

وقال ابن عباس: النبطي والأعرابي لا يقطعان أمرا دون نسائهما.

Bogga 274