فأصاب خلقا من أهل شهرزور فقتلهم، وأغار على السواد فأصاب، ماه أخت سابور ذي الأكتاف، فسمع سابور بذلك فخرج وأقام عليهم سنتين، لا يظفر منهم بشيء حتى عركت النضيرة بنت الضيزن، فأخرجت إلى الربض، فنظر إليها سابور فعشقها وعشقته فقالت له: ما لي عندك أن دللتك على ما تفتح به هذه المدينة قال لها: أجعلك فوق نسائي. قالت: فاعمد إلى حيض امرأة زرقاء فاكتب به في ورقة ثم اجعلها في عنق ورشان وسرحه، فإذا وقع على القصر أرفض بأهله، ففعل فكان كما قالت، فقتل من قضاعة نحو مائتي ألف رجل، وأفنى قبائل كثيرة، وبادت إلى يومنا هذا، فقال الجدي القضاعي:
ألم يحزنك والأنباء تنبي
بمقتل ضيزن وبني العبيد
ثم إنه خرج بابنة الضيزن حتى عرس بعين التمر، فلم تنم تلك الليلة، قال لها: ما لك؟ قالت: لم أنم على فراش قط أخشن من فراشك هذه. قال: ويلك وهل نامت الملوك على فرش قط أوطأ من فرشي؟ قالت: نعم، ونظر فإذا في الفراش ورقة آس وكانت قد التزقت ببطنها، فقال: بما كان أبواك يغذوانك قالت:
بشهد الأبكار ولباب البر وصغار المعز فقال سابور: أنت لم تكافئي أبويك على حسن صنيعهما بك، ولم تفي لهما، فكيف تفين لي؟ فشدت ذوائبها إلى ذنب فرسين جموحين ثم استحضرا فقطعاها (1).
Bogga 178