Bukhaala
البخلاء
Daabacaha
دار ومكتبة الهلال
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤١٩ هـ
Goobta Daabacaadda
بيروت
فدخل عليه رجل كان له جارا، وكان لي صديقا، فلم يعرض عليه الطعام ونحن نأكل (وكان أبخل من خلق الله)، قال: «فاستحييت منه»، فقلت: «سبحان الله! لو دنوت فأصبت معنا مما نأكل» . قال:
«قد والله فعلت» . فقال الكندي: «ما بعد الله شيء» . قال عمرو:
«فكتفه، والله كتفا لا يستطيع معه قبضا ولا بسطا، وتركه، ولو مدّ يده لكان كافرا، أو لكان قد جعل مع الله، جلّ ذكره، شيئا» .
وليس هذا الحديث لأهل مرو ولكنه من شكل الحديث الأول.
وقال ثمامة «١»: «لم أر الديك في بلدة قطّ إلا وهو لا قط، يأخذ الحبة بمنقاره، ثم يلفظها قدام الدجاجة، إلا ديكة مرو، فإني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب» . قال: «فعلمت إن بخلهم شيء في طبع البلاد، وفي جواهر الماء، فمن ثمّ عمّ جميع حيوانهم» .
فحدّثت بهذا الحديث أحمد بن رشيد، فقال: «كنت عند شيخ من أهل مرو، وصبيّ له صغير يلعب بين يديه، فقلت له، إما عابثا وإما ممتحنا: «أطعمني من خبزكم» . قال: «لا تريده، هو مرّ» . فقلت:
«فاسقني من مائكم» قال: «لا تريده، هو مالح» . قلت: «هات لي من كذا وكذا» قال: لا تريده، هو كذا وكذا» . إلى أن عددت أصنافا كثيرة، كل ذلك يمنعنيه ويبغضه إليّ. فضحك أبوه وقال: «ما ذنبنا؟
هذا من علّمه ما تسمع»؟ يعني أن البخل طبع فيهم، وفي إعراقهم، وطينتهم.
وزعم أصحابنا أن خراسانية ترافقوا في منزل، وصبروا عن
1 / 38