Building the Islamic Community
بناء المجتمع الإسلامي
Daabacaha
دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة
Lambarka Daabacaadda
الثالثة ١٤١٨هـ
Sanadka Daabacaadda
١٩٩٨م
Noocyada
هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا﴾ الآيات [الفرقان من ٦٣-٧٧]، ويخبرنا ﵊ أن أقرب المؤمنين مجلسًا منه يوم القيامة أحاسنهم أخلاقا والموطئون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون. فهذا هو الحب بمعناه الواسع الذي يعد مؤشرًا على الصحة النفسية بالمفهوم الإسلامي، الحب الواسع -حب الله وحب الرسول ﵊، وحب المؤمنين وحب الأهل وحب الجنة.
ثالثًا: التوافق الذاتي:
وهو يتمثل في قدرة الفرد على التوفيق بين دوافعه المتصارعة توفيقًا يرضيها بشكل متزن وفي إطار ما تسمح به العقيدة السمحة والتوجيهات القيمية الإسلامية. فالمسلم قادر على ضبط نفسه وضبط شهواته حتى يستطيع ممارستها بالأسلوب المشروع. يقول تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ ... الآية [النور: ٣٠، ٣١]، وقال تعالى في نفس السورة: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور: ٣٣]، وقال تعالى: ﴿وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [طه: ١٣١]، وقال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: ٢٨] .
رابعًا: الشعور بالسموِّ والعزة والعلوِّ والقدرة على مواجهة الصعاب والأزمات والشدائد
دون إسراف في العدوان أو النكوص أو محاولة استدرار العطف والرثاء للذات Self Pity، والمؤمن دائمًا يشعر بالعزة، فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين. والمؤمن قوي في كل حالاته مستعلٍ في كل الظروف لأنه خليفة الله سبحانه ويتمتع بروحه سبحانه ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُم
1 / 161