182

Daraasaad Ku Saabsan Milal Iyo Nihal

Noocyada

الناس ممن أدركه الإحصاء دون من لم يعرف» (1).

هل نسي أبو زهرة ( أو لعله تناسى ) قضية دير الجماجم حيث قام ابن الأشعث التابعي في وجه الحجاج السفاك بالموضع المعروف بدير الجماجم فكان بينهم نيف وثمانون وقعة تفانى فيها خلق وذلك في سنة اثنتين وثمانين. (2)

وعلى كل تقدير فقد اقتفى أثر أحمد بن حنبل جماعة من متكلمي الأشاعرة وغيرهم وادعوا بأن هذه عقيدة إسلامية كان الصحابة والتابعون يدينون بها وأنه يجب الصبر على الطغاة الظلمة إذا تصدروا منصة الحكم ، نعم غاية ما يقولونه هو : إنه لا تجب إطاعتهم إذا أمروا بالحرام والفساد جاعلين قولهم هذا منعطفهم الوحيد عن قول ابن حنبل وبقية أهل الحديث ، وإليك نبذة من أقوال القوم :

1 قال الإمام الشيخ أبو جعفر الطحاوي الحنفي ( المتوفى 321 ) في رسالته المسماة ب « بيان السنة والجماعة » المشهور ب « العقيدة الطحاوية » : ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة ولا نرى السيف على أحد من أمة محمد إلا على من وجب عليه السيف ( أي سفك الدم بالنص القاطع كالقاتل والزاني المحصن والمرتد ) ولا نرى الخروج على أئمتنا ولا ولاة أمرنا وإن جاروا ، ولا ندعو على أحد منهم ولاننزع يدا من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعات الله عز وجل فريضة علينا مالم يأمروا بمعصية. (3)

2 قال الإمام الأشعري من جملة ما عليه أهل الحديث وإلسنة : ويرون العيد والجمعة والجماعة خلف كل إمام بر وفاجر ... إلى أن قال : ويرون الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح ، وأن لا يخرجوا عليهم بالسيف ، وأن لا يقاتلوا في الفتن. (4)

Bogga 189