وأخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة ﵁ قال: كان رجلان من بلى -حي من قضاعة- أسلما مع رسول الله ﷺ، فاستشهد أحدهما وأُخِرّ الآخر سنةً، قال طلحة بن عبيد الله ﵁: فرأيت الجنة فرأيت الرجل المؤخّر منهما أُدخل الجنة قبل الشهيد، فعجبت لذلك فأصبحت فذكرتُ ذلك للنبي ﷺ، فقال: "أليس قد صَام بعدهُ رمضان وصلَّى ستة آلافِ ركعة، وكذا وكذا ركعة، صلاة سنة" (١).
وروى أحمد والبزار عن طلحة ﵁ أن النبي ﷺ قال: "ليس أحد أفضلَ عند الله، من مؤمن يُعمّرُ في الإسلام؛ لتسبيحه وتكبيره، وتهليله" (٢).
وأبو نعيم عن سعيد بن جبير قال: بقاءُ المسلم كُلَّ يومٍ غنيمة، لأداء الفرائض والصلوات، وما يرزقه الله من ذكره (٣).
وابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: بلغني أن المؤمن إذا مات تمنى الرجعة إلى الدنيا؛ ليس ذاك إلا ليكبر تكبيرة، أو يهلل تهليلة، أو يسبح تسبيحة (٤).
واعلم: أنه يجوز تمني الموت والدعاء به لخوف الفتنة في الدنيا.