بجيان، وَجَلَست فِي حَلقَة أبي عَليّ الشلو بَين نَحوا من ثَلَاثَة عشر يَوْمًا؛ وَلم يكن ثَابت بن حَيَّان من الْأَئِمَّة النَّحْوِيين، وَإِنَّمَا كَانَ من أَئِمَّة المقرئين.
قَالَ: وَكَانَ ابْن مَالك لَا يحْتَمل المباحثة، وَلَا يثبت للمناقشة، لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَخذ هَذَا الْعلم بِالنّظرِ فِيهِ بِخَاصَّة نَفسه، هَذَا مَعَ كَثْرَة مَا اجتناه من ثَمَرَة غرسه. انْتهى.
قلت: وَله شيخ جليل وَهُوَ ابْن يعِيش الْحلَبِي ذكر ابْن إياز فِي أَوَائِل شرح التصريف أَنه أَخذ عَنهُ.
وَأما تصانيفه فَرَأَيْت فِي تذكرة الشَّيْخ تَاج الدّين بن مَكْتُوم أَن بَعضهم نظمها فِي أَبْيَات، قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين: وَقد أهمل أَشْيَاء أخر من مؤلفاته، فذيلت عَلَيْهَا. وَهَا أَنا أورد نظمها مُبينًا:
(سقى الله رب الْعَرْش قبر ابْن مالكٍ ... سحائب غفران تغاديه هطلا)
(فقد ضم شَمل النَّحْو من بعد شته ... وَبَين أَقْوَال النُّحَاة وفصلا)
(بألفيةٍ تسمى الْخُلَاصَة قد حوت ... خُلَاصَة علم النَّحْو وَالصرْف مكملا)
(وكافيةٍ مشروحةٍ أَصبَحت تفي ... لعمري بالعلمين فِيهَا تسهلا)
(ومختصر سَمَّاهُ عُمْدَة لاقط ... يضم أصُول النَّحْو لَا غير مُجملا)
(وَبَين مَعْنَاهُ بشرحٍ منقحٍ ... أَفَادَ بِهِ مَا كَانَ لولاه مهملا)
(وَآخر سَمَّاهُ بإكمال عمدةٍ ... فَزَاد عَلَيْهَا فِي البحوث وعللا)
(وصنف للإكمال شرحًا مُبينًا ... مَعَانِيه حَتَّى غَدَتْ ربة أنجلا)
(وَلَا سِيمَا التسهيل لَو تمّ شَرحه ... لَكَانَ كبحر ماج عذبًا وسلسلا)
(ونظم فِي الْأَفْعَال أَيْضا قصيدةً ... فسهل مِنْهَا كل وعر وذللا)
(وأرجوزة تحوي المثلث بَينا ... مربعة المصراع غراء تجتلى)
(وصنف فِي الْمَقْصُور أَيْضا قصيدةً ... وضمنها الْمَمْدُود أَيْضا فكملا)
(وأتبعها شرحًا لَهَا متضمنًا ... بَيَان مَعَانِيهَا بهَا متكفلا)
(وأعرب توضيحًا أَحَادِيث ضمنت ... صَحِيح البُخَارِيّ الإِمَام وسهلًا)