Bughyat Bahith

Al-Haytham d. 807 AH
157

Bughyat Bahith

بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الطلائع

Noocyada

وايتاء الزكاة وحج البيت وصيام رمضان والغسل من الجنابة والطهور قبل الصلاة وبر الوالدين وصلة الرحم المسلمة وحسن صحبة الوالدين المشركين فإذا فعلوا ذلك فقد أسلموا فادعوهم من بعد ذلك إلى الايمان وانصبوا لهم شرائعه ومعالمه ومعالم الايمان شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان ما جاء به محمد الحق وان ما سواه الباطل والايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وانبيائه واليوم الآخر والايمان بما بين يديه وما خلفه وبالتوراة والانجيل والزبور والايمان بالسيئات والحسنات والجنة والنار والموت والحياة والايمان لله ولرسوله والمؤمنين كافة فإذا فعلوا ذلك فأقروا به فهم مسلمون مؤمنون ثم تدلوهبعد ذلك على الاحسان وعلموهم الاحسان ان يحسنوا فيما بينهم وبين الله في أداء الامانة وعهده الذي عهد إلى رسله وعهد رسله إلى خلقه وائمة المؤمنين والتسليم وسلامة المسلمين من كل غائلة لسان أو يد وأن تبتغوا لبقية المسلمين كما يبتغي المرء لنفسه والتصديق بمواعيد الرب ولقائه ومعاتبته والوداع من الدنيا في كل ساعة والمحاسبة للنفس عند استئناف كل يوم وليلة وتزودوا من الليل والنهار والتعاهد لما فرض الله يؤدونه إليه في السر والعلانية فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون ثم انصبوا أو انعتوا لهم الكبائر ودلوهم عليها وخوفوهم من الهلكة في الكبائر وان الكبائر هي الموبقات وأولاهن الشرك بالله ان الله لا يغفر أن يشرك به والسحر وما للساحر من خلق وقطيعة الرحم لعنهم الله والفرار من الزحف فقد باء بغضب من الله والغلول يأت بما غل يوم القيمة لا يقبل منهم وقتل النفس المؤمنة فجزاؤه جهنم وقذف المحصنة لعنوا في الدنيا والآخرة وأكل مال اليتم يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وأكل الربا فأذنوا بحرب من الله ورسوله فإذا انتهوا عن الكبائر فهم مسلمون مؤمنون محسنون متقون وقد استكملوا التقوى فادعوهم عند ذلك إلى العبادة

والعبادة الصيام والقيام والخشوع والركوع والسجود واليقين والانابة والاخبات والتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير والصدقة بعد الزكاة والتواضع التسكين والسكون والمساواة والدعاة والتضرع والاقرار بالملائكة والعبودية والاستقلال لما كثر من العمل الصالح فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون متقون عابدون وقد استكملوا العبادة فادعوهم عند ذلك إلى الجهاد وبينوه لهم ورغبوهم فيها رغبهم الله من فضيلة الجهاد وثوابه عند الله فإن انتدبوا فبايعوهم وادعوهم حتى تبايعوهم إلى سنة الله وسنة رسوله عليكم عهد اللوذمته وسبع كفالات قال داود بن المحبر يقول الله كفيل على الوفاء سبع مرات لا تنكثوا أيديكم من بيعة ولا تنقضون أمر وال من ولات المسلمين فإذا أقروا بهذا فبايعوهم واستغفروا الله لهم فإذا خرجوا يقاتلون في سبيل الله غضبا لله ونصرا لدينه فمن لقوا من الناس فليدعوهم إلى مثل ما دعوا إليه من كتاب الله إجابته وإسلامه وإيمانه وإحسانه وتقواه وعبادته وهجرته فمن اتبعهم فهو المستجيب المسكين المؤمن المحسن المتقي العابد المهاجر له ما لكم وعليه ما عليكم ومن أبى هذا عليكم فقاتلوهم حتى يفئ إلى أمر الله والفئ إلى دينه ومن عاهدتم وأعطيتموهم ذمة ففوا له بها ومن أسلم وأعطاكم الرضا فهو منك وأنتم منه ومن قاتلكم على هذا من بعد ما بينتموه لهم فاقتلوه ومن حاربكم فحاربوه ومن كايدكم فكايدوه ومن جمع لكم فاجمعوا له أو غالكم فغيلوه أو خادعكم فاخدعوه من غير أن تعتدوا أو ماكركم فامكروا له من غير أن تعدوا سرا وعلانية فإنه من ينتصر من بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل واعلموا ان الله معكم يراكم ويرى أعمالكم ويعلم ما تصنعون كله فاتقوا الله وكونوا على حذر فانما هذه أمانة ائتمنني ربي عليها أبلغها عباده عذرا منه إليهم وحجة منه احتج بها على من بلغه هذا الكتاب من الخلق جميعا فمن عمل بها بما فيه نجا ومن اتبع ما فيه اهتدى ومن خاصم به فلح ومن قاتل به نصر ومن تركه ضل حتى يراجعه فتعلموا ما فيه واسمعوه اذانكم واوعوه

Bogga 205