171

Brothers, Oh Brothers

الأخوة أيها الإخوة

Daabacaha

المكتبة الإسلامية

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

قال محمد بن خالد قلت لأبى سليمان الداراني: يكون الرجل بإفريقية والآخر بسمرقند وهما أخون: قال: نعم. قلت: وكيف ذلك؟ قال: تكون نيته متى لقيه واساه، فإذا كنت نيته كذلك فهو أخوه. إخوتاه .. أين الإيثار؟!! أصار نادرا حتى لا وجود له، لماذا ضاعت منا تلك الأخلاقيات السامية؟ كان الإمام أحمد يقول: إنِّي لألقم اللقمة أخا من إخواني فأجد طعمها في حلقي. وكان أبو بكر الصديق ﵁ قد قالها قبل حين نزل مع رسول الله ﷺ خيمة أم معبد فحلبت لرسول الله ﷺ فشرب. يقول أبو بكر: فشرب رسول الله ﷺ حتى ارتويتُ. قال تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ " [البقرة / ٢٠٧] وما أجمل هذا التعبير " يشرى نفسه " فمن ذا يبيعها الآن؟ كان ﷺ يبيت طاويا ثلاثة أيام متتالية، ولو أراد شبعًا لوجد، لكنه كان يؤثر الناس على نفسه، كيف لا وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فكان يسد خلتهم، ويقضى حاجتهم، يسأل عن كبيرهم، ويعطف على صغيرهم ﷺ. إخوتاه .. كان الإيثار في سلفنا سجية، ونحن - الآن - نعدم وجوده ولو في الصورة.

1 / 190