وعن قتادة أنه بلغه أن نبي الله الله ﷺ كان إذا رأى الهلال قال: " هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، آمَنْتُ بِالَّذِيْ خَلَقَكَ " ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثمَّ يَقُوْلُ: " الْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا، وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا " (١)
إن عبارة (هلال خيرٍ ورشد) تبعث في النفس معنيين أولهما تطمين للنفس وترويح لها بأن يكون هلالًا جديدًا فيه الخير ... فإن كان الشهر الذي قُضي فيه من العسر والشدة، فهذا تفاؤل بانقضاء الضراء وانحسار الشدة فهو يفتح باب التفاؤل للمعسر والطمع بالخير القادم.
وهذا له أثر كبير على النفس لتفتح صفحة جديدة مع شهر جديد وأيام قادمة، ولا يخفى على من له اطلاع بعلم النفس البشرية آثار هذا التفاؤل في شخذ الهمم وإيقاظ الأمل .... الأمل بالله وبخير فجر الشهر الجديد.
أما كلمة (رشدٍ) فهي صفحة جديدة أخرى للمتقاعس والغافل والمذنب الذي حاد عن الطريق قليلًا كي يعود إلى طريق الرشد ... إنه فتح لباب التوبة الذي لا يقفل أبدًا.