Breezes from the Fragrance of the Garden
نسيمات من عبق الروضة
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
Noocyada
إن ترداد (إنا لله وإنا إليه راجعون) تذكّره بحقيقة يعرفها جيدًا لكنه الآن في أمسّ الحاجة إليها، البداية من الله والنهاية إليه، فنحن ملك لله، عارية يستردها متى شاء.
هبّ أنك استعرت من جارك شيئًا لمدة طويلة ثم جاء يطلبه، ألك حقٌّ أن تصرخ في وجهه وتمنعه من أخذها؟ وهل من اللائق أن تبكي وتنزعج لفقدانك لها وهي ليست لك؟ إنك إن فعلت أيًا من ذلك فسيحكم عليك من يراك إما بنقص في عقلك أو لؤم في طبعك.
عن أسامة بن زيد ﵄ قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَهُ رَسُوْلُ إِحْدَىْ بَنَاتِهِ، يَدْعُوْهُ إِلِىْ اِبْنِهَا فِيْ الْمَوْتِ، فَقَالَ النَبِيُّ ﷺ:
" اِرْجِعْ إِلَيْهَا فَأَخْبِرْهَا أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَىْ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمَّىً، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ" (١)
إن تذكّر هذه الحقيقة على بداهتها ومعرفة كل إنسان لها لازمة في هذا الموضع لأنها تُعيد العقل إلى رشده أمام هول المُصاب، أما الدعاء (اللهم أجرني في مصيبتي .....) ففيه من ملاطفة النفس وتمنيتها بالخير ما يفتح باب المؤانسة، ويخفف من عبء وثقل المصيبة فحال
(١) صحيح البخاري حديث: ١٢٣٧.
1 / 82