الله وعلى أقاربه وأرحامه كثيرة، تجدها مبسوطة في كتب مناقب الصحابة التي أشرنا إليها في الحواشي، وذكرنا بعضها حين الكلام عن إنفاقه يوم تبوك في كتابنا السيرة النبوية.. (١) .
وكان طلحة بن عبيد الله ﵁ تاجرًا ناجحًا، ولكنه أيضًا كان سخيًا. ومن الأدلة على ذلك ما رواه أحمد (٢) من أن طلحة باع أرضًا له [من عثمان] (٣) بسبعمائة ألف، فبات ليلة عنده ذلك المال، فبات أرقًا من مخافة ذلك المال حتى أصبح ففرقه.
روى ابن سعد (٤) عدة آثار تدل على كثرة ماله وجوده وسخائه، كلها من طريق شيخه الواقدي، ما عدا الرواية المذكورة آنفًا، أي التي فيها أنه باع أرضًا له من عثمان بن عفان بسبعمائة ألف، ورواية أخرى من حديث الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن طلحة بن يحيى، قال: حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرية، قالت: دخلت على طلحة ذات يوم، فقلت: مالي أراك، أرابك شيء من أهلك فَنُعْتِبَ؟ قال: نعم، حليلة المرء أنت، ولكن عندي مال قد أهمني أو غمني، قالت: اقسمه. فدعا جاريته، فقال: ادخلي عليَّ قومي. فأخذ يقسمه، فسألتها: كم كان المال؟ فقالت: أربعمائة ألف (٥) .