كذلك، لأن فتح مكة لم يكن أصلًا في أيام الحج، بل كان في رمضان (١) . وكان خروجه إلى حنين في السادس من شوال، وقيل في الثامن والعشرين من رمضان (٢) . والذي حج بالناس سنة الفتح هو عتاب بن أسيد، الذي استعمله الرسول ﷺ على مكة حين خرج إلى غزوة حنين والطائف (٣) .
أما ما فعله الرسول ﷺ بعد الفراغ من غزوتي حنين والطائف هو رجوعه إلى مكة لأداء العمرة من الجعرانة، في ذي القعدة، ثم العودة إلى المدينة والوصول إليها في بقية ذي القعدة أو مطلع ذي الحجة (٤) . ويبدو أن بودلي يخلط بين شعائر الحج وشعائر العمرة (٥) . ولم يكن هذا الخطأ الوحيد عنده، فتراه - مثلًا - يقول إن من أول شعائر الحج خروج الحجاج من مكة إلى منى (٦) . والصحيح أن أول شعائر الحج الإحرام. ويقول عن أحداث الحديبية: ".. وقد خرج معه ألف وخمسمائة حاج محرمين في ثيابهم البيض متأهبين للحج.."، والصواب أنهم خرجوا معتمرين لا حجاجًا (٧) .