158

بلاغ الرسالة القرآنية

بلاغ الرسالة القرآنية

Daabacaha

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

فذلكم الرباط! فذلكم الرباط! فذلكم الرباط!» (١) فتدبر .. ثم أبصر!
وإنما (الرباط) له دلالة جهادية في القرآن والسنة، وذلك هو المفهوم من فعل (رابط) المأمور به في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:٢٠٠]؛ فقوله تعالى: (رابطوا) معناه -كما في سائر التفاسير- صابروا على ملازمة ثغور الجهاد؛ لمراقبة العدو، والتصدي لغاراته، وحراسة المسلمين.
ولذلك فقد أورد الإمام البخاري هذه الآية في كتاب الجهاد والسير من صحيحه، في ترجمة (باب: فضل رباط يوم في سبيل الله، وقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا﴾ الآية). وأورد فيه الحديث الذي أخرجه مسلم أيضًا؛ عن سهل بن سعد ﵁ أن رَسُول الله ﷺ قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله تعالى أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها» (٢).
في هذا السياق الجهادي إذن استعمل النبي ﷺ لفظ (الرباط)؛ للدلالة على التزام المساجد، والارتباط بندائها؛ فقال: «فذلكم الرباط! فذلكم الرباط! فذلكم الرباط!»

(١) رواه مالك في موطئه، ومسلم في صحيحه.
(٢) متفق عليه.

1 / 162