14
في السباحة والمسايفة، ينفر من التمرين العسكري، وهو على العكس يذعن لأمر الذهاب إلى المحكمة، «وليس لدي كبير شوق إلى ذلك الذهاب، بيد أن والدي يودان ذلك، والحق معهم لما قد يؤدي إليه ذلك من تقدمي.» وفي قاعة لهو المحكمة يعجب أمير بروسية بقامة القانوني الشاب أوتو، وقد كان عمره ضعفي عمر أوتو، فيسأله: «لم لا تكون جنديا؟»
بسمارك :
ذلك لما لا أنتظره من ارتقاء في الجيش يا صاحب السمو الملكي.
الأمير :
والآن أشك في أن يكتب لك تقدم في ممارسة القانون.
ومن خلال هذه المحاورة الأولى بين ولهلم وبسمارك، ومن خلال تلك الكلمات المتبادلة في قاعة لهو، نبصر اختلاف طبيعتيهما؛ فأحدهما جندي من كل وجه، والآخر على خلاف ذلك، وفيما ترى الأمير يدهش من عدم انتفاع رجل جميل المظهر بمظهره في أجمل مهن الدنيا؛ ترى ذلك الرجل يوارب فيكلمه عن عدم الرقي، وتمضي أعوام ويكتم أوتو السبب الحقيقي من ولهلم في الغالب مداريا شعور ولهلم العسكري.
ومع ذلك تبصر برلين وعملها الرسمي ومنظر فقهائها المتنافسين ومنظر حياة المحكمة وتأملات المهنة، مما يخرج ذلك القانوني الناشئ من جحوده، فيرى ما يمكن بلوغه من المعالي، ويطلع واحدا أو اثنين من أصدقائه للمرة الأولى على شيء من طموحه الخفي المستتر خلف مجونه، وهو قد أكثر من الحديث حول ذلك ما ادكر
15
معه كيزرلنغ كلماته الآتية بعد عشرين سنة: «لا غنية عن الدستور في طريق الشرف الظاهر هذا، ولكن أليس على المرء أن يكون تقيا باطنا؟» ويضيف إلى ذلك قوله متبسما: «لقد أردت أن أزور حملة أوسمة الصليب حاجا حكيما.»
Bog aan la aqoon