تلك هي المهازئ التي يمثلها بسمارك عندما يشعر بأن منصبه كمستشار في خطر ما، وليس بسمارك بالذي يسير في السياسة الخارجية عن هوى لا عن نهى ولو في أتفه الأمور، وبسمارك لا يلبث أن يحتدم إذا ما سار أحد مرءوسيه مع الهوى في مثل هذه الأمور، ولكن بسمارك يتحامق في الشئون الخاصة بمركزه لما يعرفه من تعذر استبدال غيره به، وبسمارك جعل أحد النائبين لوسيوس وتيدمان وزير دولة وجعل الآخر رئيسا لديوان مستشارية الريخ، ولوسيوس وتيدمان وحدهما هما اللذان استطاعا بفضل لباقتهما ونشاطهما أن يعملا تحت إمرة بسمارك عدة سنوات، ووزير المالية شولز وفق لمثل ما وفقا له فيما بعد.
وبوش وبوشر رجلان جالبان للنظر، وكلاهما أصغر من بسمارك سنا بقليل زمن، وكلاهما كان ثوريا، وكلاهما كان صحافيا عندما أخذا للخدمة العامة، وكان بوش ماهرا مستهترا مرنا رحرحا،
4
ويغدو بوش رئيسا لتحرير «غرينزبوتن» بعد قيامه بسياحة طويلة فيلفت نظر بسمارك إليه، وينال حظوة لدى بسمارك قبل الحرب الفرنسية الألمانية، ثم يطرده، ثم يسلك بوش سبيل المكر القريب من الاحتيال فيجعل نفسه رجلا ضروريا مرة أخرى فيرجعه بسمارك إلى الخدمة لما كان من خوف بسمارك منه أكثر من خوفه من بسمارك، ويظهر أستاذا في التقاط الأنباء، وهو يرى ويسمع ويقيد كل ما يقع، وتشتمل يوميته على ما لا يقدر بثمن من الملاحظات الصحيحة فيطلع عليها رئيسه بسمارك.
وبجانب ذلك الرجل الرحاب
5
الممراح
6
الحوالي
7
Bog aan la aqoon