256

Bismarck

بسمارك: حياة مكافح

Noocyada

وهنالك يعزم بسمارك على إسقاط أرنيم، فلا يقابله عند مجيئه إلى برلين، ويسافر بسمارك ولا يجيبه عن كتبه، ويستدعي الإمبراطور سفيره أرنيم إليه عدة مرات قاصدا تعويضه من إهمال المستشار بسمارك له، ويبلغ أرنيم من السخف ما يرى به إمكان تعاونه هو والإمبراطور ضد بسمارك ويشكو بثه

2

وحزنه إلى مولاه ويضرع إليه أن يأذن له في الاستقالة، فيرفض الإمبراطور ذلك، ويروي أرنيم أن الإمبراطور ولهلم قال له: «لم يكن هنالك غير حقد الأمير «بسمارك» والحقد أبرز صفاته، ومن المؤسف أن أقول هذا عن ذلك الرجل الممتاز.» ويشعر أرنيم بأن وضعه تقوى بتلك المحادثة فيجازف في عرين الأسد بحديث رواه هو وبسمارك.

يذكر أرنيم أن بسمارك بدأ الكلام ب «صوت جارح مع سماح ولهجة مستعل مع ارتياح»، ويسأل أرنيم عن السبب في اضطهاد المستشار إياه فيغمره بسمارك بسيل من اللوم وهو يقول: «آذيت صحتي منذ ثمانية أشهر وسلبتني كل راحة! أنت تأتمر مع الملكة! لن يهدأ لك بال إلا إذا جلست على هذا الكرسي، وأنت حينئذ تدرك مثلي أن ذلك متاع الغرور!»

ويندر أن نسبر غور فؤاد بسمارك في زمن بأوضح من ذلك، ففي تلك الساعة انتزعت عزيمته اعترافا عظيما منه، فهو قد أقر بتفه ذلك الكرسي الذي يدبر الأمور من فوقه فيطمع أرنيم أن يقعد عليه.

وأرنيم بدلا من أن يقف مواثبا فتكون الاستقالة جوابه، يقول لبسمارك بصوت رقيق: «ألم يبق عند سموكم أي ثقة بي؟» فهنالك يلقي عليه بسمارك «نظرة حادة»، ويقول له: «كلا!»

وهنالك يمد أرنيم إليه يده وهو يقول: «ألا تتفضل بمصافحتي مودعا؟»

بسمارك :

لا أود أن أرفض ذلك في منزلي، ولكنني أرجو منك ألا تطالبني بالمصافحة في مكان آخر.

وبسمارك بعد تلك المقابلة سهل عليه أن يضع أمام الإمبراطور ولهلم تخييره المعهود: «إما هو وإما أنا»، ويكتب بسمارك ذلك مهددا قائلا إنه لا يريد أن ينازع «سفيرا سيئ النية» ثقة مولاه، وجاء في كتابه هذا: «أرى مرتابا - ولست وحيدا في هذا الارتياب - أن هذا الموظف الكبير يسير في أعماله الرسمية وراء نفعه الشخصي، أجل لا يسهل إثبات هذا الادعاء، ولكن ما يخالطني من اشتباه فيه بلغ من القوة ما يشق علي معه أن أظل مسئولا عن الوجه الذي ينفذ به ما يوجه إليه من تعليمات.»

Bog aan la aqoon