246

Bismarck

بسمارك: حياة مكافح

Noocyada

وقع الكفاح خلافا لمقاصدي؛ فالذي أردت هو مكافحة الوسط سياسيا، ولست المذنب في إغاظة جميع الكاثوليك من السكان، وقد عارضت ذلك ... ولكن كنفاوزن وفالك هددا بالاستقالة فلم أر لي مناصا من الإذعان، والآن تراني آسفا على أنني أمضيت تلك القوانين من غير أن أقرأها؛ فهي تحتوي كثيرا من الترهات ... فأطلب إليك - والحالة هذه - أن تتفضل فتقول لملكك إنه لا ينبغي له أن يعدني مسئولا عما حدث في بروسية في أثناء السنتين الأخيرتين.

ذلك ما نطق به بسمارك الذي حرض منذ سنة نصف أبناء الوطن على نصفهم الآخر، حين قال: «إن البابا المعصوم هو الذي يهدد الدولة، وينتحل البابا لنفسه ما يروقه من الحقوق الزمنية، والبابا يصرح بأن قوانيننا باطلة لاغية، وهو يجبي الضرائب. ومجمل القول أنك لا تجد في بروسية من هو قوي كهذا الأجنبي!»

ويظن بسمارك أن درسدن نسيت ذلك منذ زمن طويل، ولكنه مخطئ فيما يظن، وتذكر أوروبة ذلك، وتذكر رومة ذلك قبل الجميع، وليس مما سدل عليه ثوب النسيان قوله منذ خمس وعشرين سنة في اللندتاغ: «أرجو أن أعيش إلى الزمن الذي أرى فيه سفينة مجانين زماننا تتحطم على صخرة الكنيسة النصرانية.» ويذكره الشيخ غرلاخ بهذه الكلمة التي نطق بها في أيام بياتيته فيجيبه بسمارك غير مكترث بأنه قصد الكنيسة البروتستانية في ذلك الحين، ويتبسم عرافو الرومان لا ريب، ويلقب بيوس التاسع قبيل موته عدوه الأكبر بسمارك بفيليب البروتستاني، ويضيف إلى هذا نبوءته القائلة: «إن صخرة ستتدحرج إلى سفح الجبل في نهاية الأمر فتكسر التمثال الهائل!»

الفصل الثالث

في اليوم الثامن عشر من مارس سنة 1848 فر ولهلم من برلين بسبب الثورة، وفي اليوم السابع عشر من مارس سنة 1871؛ أي بعد ثلاث وعشرين سنة يدخل ولهلم برلين إمبراطورا ظافرا فيقابل بالهتاف، وفي اليوم التالي يعلن الكومون

1

بباريس ، فتظهر الجماهير في جميع ألمانية عطفها على ذلك بما حدث من اضطرابها الشعبي.

ويذعر بسمارك فيقول: «إن هذه هي ليلة أخرى قضيتها أرقا.» وكان بيبل الاشتراكي الوحيد في الريشتاغ الأول الذي انتخب فور النصر فقال من فوق المنبر بعد أسبوعين من إمضاء معاهدة الصلح: «ليس الكومون سوى مناوشة استكشاف، وقد لا يمضي وقت كبير حتى يصبح شعار الكومون القائل «حرب على القصور وسلم مع الأكواخ!» نداء لحرب جميع الصعاليك في أوروبة.» (قهقهة)، ثم يدعو بيبل أهل الألزاس واللورين إلى الاشتراك في كفاح ألمانية من أجل الحرية إلى أن يحل اليوم الذي تنال فيه شعوب أوروبة حق تصرفها في شئون نفسها، إلى حين إعلان النظام الجمهوري، وهنالك يقول بسمارك: «لا تخافوا، فلن أجيب الخطيب الأخير، وأراكم تشاطرون رأيي في أن خطبته في هذا المجلس لا تستحق الجواب!» وبسمارك مع ذلك يصف خطبة بيبل تلك بعد أمة

2

بالنور الساطع الذي أضاء الوضع بغتة، والدولة والمجتمع في خطر، وعليهما أن يدافعا عن نفسيهما، فيجب محو هذا العدو!

Bog aan la aqoon