220

Bismarck

بسمارك: حياة مكافح

Noocyada

ويتوج حياته عدم صحة بقلة ركوبه خيلا، وتصبح رياضته الوحيدة أن يمشي في الحديقة المحاطة بأسوار عالية عند عدم وجع رجليه، ويجد نفسه ذات مرة تجاه مرقاة مستندة إلى الحائط، «وتساورني من فوري رغبة كبيرة في الصعود فوق الحائط، وإذا وجد هنالك حارس؟ وأكلم الخفير في نهاية الأمر ويهمه أن يعرف عزمنا على دخول باريس»، وهو لم يكن متقلدا سيفا عند خروجه، «ولكنني كنت حاملا مسدسي؛ وذلك لأنني وإن كنت لا أبالي بالقتل عند الضرورة لا أود أن أهلك من غير انتقام لنفسي!» ويكرهه الناس في فرنسة بالحقيقة، فنظمت مؤامرة لاغتياله في أثناء تقدم الجيش، ولزوجه يقول في كتاب يرسله إليها: «يلوح لي أن القوم يعدونني هنا كالكلب الضاري المتعطش إلى الدم، فإذا ما طرق اسمي آذان العجائز ركعن طلبا للعافية، وما أتيلا إلا حمل بجانبي!»

ويندر أن يسبح بسمارك في الخيال كما في الماضي، ولا نرى غير بيان واحد لهذه الحال؛ فقد كتب يقول: «اليوم هربت من همي لأتمتع بهواء الخريف الرخو على الطرق المستقيمة في حديقة لويس الرابع عشر، وبين حفيف أوراق الشجر ومقصوص الدغل والحياض الهادئة والآلهة المصنوعة من المرمر، وما كنت أريد أن أسمع غير صليل سيف يوسف الراكض ورائي، وأسير مع حنيني إلى الوطن، ويثير هذا الحنين في ما يقع في هذا الفصل من سقوط الورق وما أجدني فيه من العزلة في بلاد الغربة، وتعود إلي ذكريات الصبا وذكريات ما غدا مفقودا من العوسج المقصوص.» وعاد راغبا عن مثل هذا الخيال مرة أخرى وإن أصبح يقضي في فرساي حياة أهدأ مما في برلين.

وأمر بسمارك بنيه في بدء الغزو بقوله: «أبرقوا إلي بمقر الملك العام، وإياكم والإبراق إلى والدتكم في أول الأمر!» وفي مساء من أمسية شهر أغسطس يكون بسمارك مع الملك بعد المعركة التي وقعت بالقرب من مارس لاتور فيدخل ضابط ويبلغ إلى مولتكه - الذي كان هنالك أيضا - شيئا فيذعر هذا، فيسأل بسمارك بغتة: «أيتعلق الأمر بي؟»

الضابط :

سقط الكونت هربرت بسمارك وجرح الكونت بيل جرحا قاتلا في الهجوم الأخير الذي قام به فرسان الحرس.

بسمارك :

ومن أين أتى النبأ؟

الضابط :

من قائد الفيلق العاشر.

ويسرج

Bog aan la aqoon