217

Bismarck

بسمارك: حياة مكافح

Noocyada

وبمثل تلك البساطة يؤدي حسابه عشية إتمام عمله، ويطيل تعاطي رحيق الشنبانية قاعدا مفكرا غير مبال بالحضور، وإنه لكذلك إذ يقول من غير انتقال: «سأموت في الحادية والسبعين من عمري.» وهو يستخرج هذا من حسابات لا يدركها الحاضرون. - «لا ينبغي لك أن تموت بهذه السرعة! فعلينا أن نطرد ملك الموت!»

بسمارك هادئا: «كلا - في سنة 1886 - لا يزال لدي ست عشرة سنة، وهذا رقم مقدر.»

الفصل التاسع عشر

وفيما كان بسمارك مكبا على تحقيق عمله في فرساي كان يفكر في التاريخ أحيانا، ومما قاله ذات مرة: «نعيش اليوم في عالم رائع، وكل شيء يقف الآن على رأسه بعد أن كان واقفا على رجليه، ومن المحتمل أن يسرع البابا إلى الحياة في مدينة بروتستانية ألمانية، وسيأتي الريشتاغ إلى فرساي، وسيكون في كاسل جمعية «اشتراعية»، وسيصير غاريبالدي جنرالا فرنسيا، وسيحارب جنود البابا بجانبه!» ولما انتظر الملك لويس قال: «لم يكن ليدور في خلدي أن أكون وكيل خرج في تريانون،

1

وماذا كان نابليون ولويس الرابع عشر يقولان عن ذلك؟»

وبسمارك في الأشهر الخمسة الأخيرة، وعلى العموم؛ قضى وقته في أعمال لا أهمية لها، ويدل ما صدر عنه من مئات الأحاديث في تلك الأثناء على أنه كان مكتئبا، ولما سئل عن كيفية تمتعه بالساعة العتيدة قال: «ليس في الحياة السياسية ذروة يمكن أن ينظر منها إلى الوراء بما يسر، ولا أدري ماذا أحصد مما أبذر اليوم.» ولنا بهذا اعتراف بين فاوست وميفيستوفل، وترى كلامه مملوءا غضبا وبغضا أكثر من ملاته عطفا وحصافة، وما ينطق به من الكلام حول المائدة فضرب من مناجاة النفس، فإذا لم يدر هذا الكلام حول اليوم والغد وإذا ما نفد حديثه عن حياته الخاصة، تكلم عن الصيد والسياحة والطبخ والخمر دون أمور السياسة والثقافة التي هي موضوع بحث في جميع ألمانية، ودون ذكر لمثل المسائل التي يتبادلها رينان وستراوس، ويكثر بسمارك من ذكر الفطر

2

والسمك والكباب والنقانق

3

Bog aan la aqoon