ولولي العهد أن ينتقد، وليس عليه أن يميل إلى ما يريد بسمارك، وقد سلم أبوه مقاليد الأمور إلى هذا الرجل الذي لا تروقه آراؤه في الدولة، وإذا كان بعض أبناء الطبقة الوسطى يهدفون إلى زيادة استقلال ألمانية فلا يكون هنالك سبب يحول دون طلب ولي العهد مثل ذلك، والأمر هو أن أفكاره حول شئون الدولة يجب أن تصدر عن اختبار شخصي، وأن يشعر بها شعورا خالصا، وأن تكون ديانة خاصة به. والواقع هو أن شخصا أذكى منه هو الذي لقنه تلك الأفكار، والواقع هو أنه لم يصور النسيج، والواقع هو أنه نسيج إنكليزي أزرق من تصوير زوجه التي يعجب بها أيما إعجاب والتي يؤثر وطنها فيه بحكم الطبيعة، وما السدى
4
البروسي الأرجواني الذي هو خيوط إمبراطورية غير دليل على اللحمة
5
الإنكليزية، ويود هذا الهوهنزلرني دعوة قومه إلى الحكم معه على الطريقة الإنكليزية، وتراه مع ذلك يريد أن يضع عن الإمبراطورية نظراءه من الأمراء وأن يحصر سلطاتهم في الألقاب والأشعرة!
ويريد فردريك ولهلم الحكم ولبس الثوب الأرجواني الإمبراطوري ووضع التاج الإمبراطوري على رأسه، ويريد فردريك ولهلم أن تشاطره زوجه هذا الشرف، ولكنه لا يريد أن يكون الأول بين نظرائه، ولكنه يريد أن يكون شعاره التهديد وحط ملوك ألمانية الآخرين إلى مستوى العصاة وتأديبهم، وهو يصرح لبسمارك بأنه لم يكن لديه شعور كاف بسلطانه، فكانت هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها مثل هذا التعزير إلى هذا الموظف على ما يحتمل، فلا يسعنا سوى التبسم إزاء هذا، وهو يود خيانة رفقائه في السلاح وأن يصوب إليهم السلطان الذي لم ينله إلا بفضل معونتهم، فلا يؤذيه ذلك، فيختلف بذلك عن أبيه اختلافا تاما، وما أشد صراحة الشريف بسمارك بجانب ذلك الديمقراطي المتلبس، وذلك حينما سخر من «خنزوانية
6
أمراء الألمان الملحدة العاتية»، فكان يود لو يستطيع خلع جميعهم كأمراء هانوفر وناسو، لا من أجل أشعرة، بل من أجل السلطة العتيدة التي لا يأذن لأي ريشتاغ في التطاول عليها، وتبدو الأوقات «عصيبة» في تلك الساعات التي تنكشف فيها الأخلاق من غير أن يلجأ فيها إلى إطلاق المدافع وإلى الهجوم ما دمنا لا نتكلم عن عنف الجيوش الذي لا يقاس بتدابير ذي ذكاء قدير.
وترى الرجل العبقري القوي يشق عباب البحر على الرغم من ريح الوقت على حين ينقاد ولي العهد النع
7
Bog aan la aqoon