الابن :
هو موال لفرنسة.
ولهلم :
ولم لا أعينه وزيرا؟
ويحض رون على تعيين بسمارك، ويؤيد برنستورف هذا القائد في ذلك، ويلزم الشيخ ولهلم أسفل الجدار ويصرخ قائلا: «هو لا يقبل الآن ما يعرض عليه! هو ليس هنا! نحن لا نقدر على مناقشته!» ذلك هو آخر جهد بذله الملك ليحول دون وقوع ما لا بد من حدوثه، ويصل بسمارك في صباح اليوم العشرين من ذلك الشهر، ويصفه صديق له بأنه كان «نحيفا جيد الصحة مسمر الوجه كأنه جاب الصحراء على ظهر جمل»، ويجد بسمارك كل شيء مرتبكا، ولكل واحد ما يقوله له، وكل واحد يبدي له رأيا، ولا يزال الوزراء يعتقدون قرب تنزل الملك عن العرش فيرون صرفه عن ذلك، ويحاول ولي العهد أن ينجو من الورطة فيسافر إلى ينبوع ماء معدني غير بعيد، ويستدعي ولي العهد بسمارك في 21 من ذلك الشهر فيجده متحفظا لما كان من عدم محادثته الملك بعد، ويخبر الملك بزيارة بسمارك لولي العهد فردريك، فيؤذيه ذلك، فيقول لرون الذي جاء لينبئه بوصول بسمارك: «لا شيء يعمل مع بسمارك، فقد كان عند ولدي!» هذا ما رواه بسمارك نفسه، ومنها يطلع على أمر الملك ولهلم الذي كان جنديا يفضل التنزل عن العرش على الإذعان للمجلس، وللملك سلوان في معارضة ولده لتنزله. ومن الطبيعي أن يود الملك بقاءه جالسا على عرش انتظر وصوله إليه ثلاثين عاما، والملك إذا ما أبصر ذلك الذي دعاه إليه بالأمس يغازل ولده كما يلوح ارتاب منه ولو كان بسمارك، ولا بد من وجود مؤامرة، ورون هو الذي استدعى بسمارك، ولرون ضلع فيها إذن! ومن المؤسف أن كان بسمارك هنا، ومن المؤسف أن كان بسمارك في عطلة، ولا يمكن الملك أن يأبى الاجتماع بسفيره هذا، ولا يمكن الملك أن يمتنع عن الاستماع لسفيره هذا، ولا داعي اليوم لذلك، واليأس قد دب في نفوس الآخرين مع ذلك، ولا يعرف أحد منهم ماذا يشير، ولا يريد ولهلم أكثر من جيش جديد.
وليأت إذن، وليختبر إذن، وليحذر إذن!
دخل بسمارك في اليوم الثاني والعشرين من سبتمبر مكتب الملك ببابلسبرغ صباحا، وكان الملك أقل استعدادا للتنزل عن العرش مما كان عليه منذ ثلاثة أيام، وينبئ بسمارك بعزمه على التنزل عن العرش مع ذلك، ويري هذا الرجل الخطر وثيقة التنزل المعدة كما كان قد أرى رون وفردريك إياها. والملك على ما كان من وثوقه بأنه ملك بفضل الله ومن اعتقاده قدسية كل تاج يؤخذ من هيكل الرب، يدرك شأنه جنديا، فيقول غير مرة: «ولذا سأتنزل عن العرش». «لن أظل وليا للأمر ما لم أملك كما يحب الله ويرتاح إليه ضميري ويرغب فيه رعاياي. ولا أجد من الوزراء من يستعد لإدارة حكومتي، فتراني عازما على ترك العرش.»
كان بسمارك ينتظر هذا التصريح، والملك كان يعرف أنه ينتظره ؛ وذلك لأن جميع الوزراء كانوا عالمين بمقصده، ويجيب السفير بسمارك عن ذلك بقوله: «أنا للأمر، وتعرفون يا صاحب الجلالة، أنني مستعد للقيام به منذ شهر مايو.» وطفق بسمارك يلقي المسئولية على عاتق الآخر وفق سابق أساليبه؛ وذلك لما كان من عدم دعوته قبل ذلك، ثم يضيف إلى ذلك قوله بضرورة الاحتفاظ برون وتغيير الآخرين.
الملك :
وهل أنت مستعد لإعادة تنظيم الجيش على الرغم من الأكثرية؟
Bog aan la aqoon