Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers

Syed Sulaiman Nadvi d. 1373 AH
59

Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers

سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين

Baare

محمد رحمة الله حافظ الندوي

Daabacaha

دار القلم

Lambarka Daabacaadda

الأولى / ١٤٢٤ هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٣ م

Noocyada

وأشكل عليها مفهوم قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٠] فسألت رسول الله ﷺ وقالت: يا رسول الله هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله؟ قال: «لا، يا بنت أبي بكر يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله ﷿ (١). ولما سمعت قول الرسول ﷺ: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» قالت: فقلت: يا رسول الله كلنا نكره الموت، قال: «ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذ بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه» (٢). وهكذا لدينا عدد كبير من أمثال هذه الاستفسارات والإشكالات التي نجدها في ذخائر السنن النبوية وخزائن الأحاديث الشريفة، التي عرضتها عائشة (ض) على الحبيب المصطفى ﷺ للكشف عن حقائقها، وإزاحة الستار عن واقعيتها، وإنها في واقع الأمر عدد من الدروس التي تلقتها عائشة (ض) من لسان الرسول ﷺ في تعليمها اليومي حتى إنها (ض) لم يفتها أن توجه السؤال إلى الرسول الكريم ﷺ في بعض المناسبات التي يخاف فيها أن يجد الرسول ﷺ عليها، لكن من رحمته ﷺ بها وحبه لها وشفقته عليها أنه لم يكن يتضايق من مناقشاتها وتوجيهها الأسئلة إليه، بل كان يسر بذلك. أقسم النبي ﷺ مرة أن لا يدخل على نسائه شهرا، وأقام في مشربة له تسعة وعشرين يوما، وهجرهن خلال هذه الفترة، فشق ذلك عليهن كثيرا، ولما مضت تسع وعشرون دخل على عائشة فبدأ بها، ومما لا شك فيه أنها كانت

(١) أخرجه الإمام الترمذي في سننه كتاب تفسير القرآن برقم ٣١٧٥، وابن ماجه في سننه كتاب الزهد برقم ٤١٩٨، والإمام أحمد في مسنده ٦/ ١٥٩ رقم ٢٥٣٠٢. (٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق رقم ٦٥٠٧، ومسلم في صحيحه كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار برقم ١٥٧ وبرقم ٢٦٨٥، والترمذي في سننه كتاب الجنائز رقم ١٠٦٧.

1 / 65