186

Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers

سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين

Baare

محمد رحمة الله حافظ الندوي

Daabacaha

دار القلم

Lambarka Daabacaadda

الأولى / ١٤٢٤ هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٣ م

Noocyada

العمل من أجل إصلاح الأمة والمطالبة بالقصاص من قتلة عثمان وإيقاع العقوبة بهم، وقد أثيرت هذه الشبهة من قبل بعض بني أمية الذين استغلوا قول علي (ض): «يا رسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير»، واستخدموه لغرضهم السيئ، بينما كان قصد علي (ض) من ذلك هو أنه ﷺ إذا فارقها سكن ما عنده من القلق بسببها إلى أن تتحقق براءتها فيمكن مراجعتها، وهؤلاء لما لم يتمكنوا من الحصول على مستند قوي وبرهان قاطع للإساءة إلى علي ﵁ وأكرم وجهه - وتشويه شخصيته وسمعته، أدخلوا هذه القصة في مثالبه، والسبب في ذلك أن الله تعالى وصف الذين تولوا كبره منهم أنهم أصحاب النار.
رد الإمام الزهري على الوليد بن عبد الملك:
يقول الإمام الزهري: كنت عند الوليد بن عبد الملك ليلة من الليالي وهو يقرأ سورة النور مستلقيا، فلما بلغ هذه الآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ ... حتى بلغ ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ﴾ جلس، ثم قال: يأ أبا بكر من تولى كبره منهم؟ أليىس علي بن أبي طالب؟ قال: قلت في نفسي لقد عودني الله على الصدق، فقلت: أصلح الله الأمير ليس الأمر كذلك، أخبرني عروة عن عائشة (ض) أنها نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول (١).
وفي رواية البخاري: عن الزهري قال: قال لي الوليد بن عبد الملك: أبلغك أن عليا كان فيمن قذف عائشة، قلت: لا، ولكن قد أخبرني رجلان من قومك: أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن عائشة قالت لهما: «كان علي مسلما في شأنها» فراجعوه فلم يرجع (٢).

(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٤٣٧/ ٧، وانظر: تفسير القرطبي ١٩٨/ ١٢.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي برقم ٤١٤٢.

1 / 192