فلماذا كنت تسير في هذه الصحراء يا سيدي إذا كانت أرض مصر تشوقك؟!
مزاحم :
كنت أعلم أني في مصر حتى أتينا على حدودها، فأيقنت أني مفارقها. هنا لج قلبي!
مبارك :
ولماذا لم تخبرني بذلك من قبل يا مولاي؟!
مزاحم :
ما حسبتني أجد لها كل الذي أجد يا مبارك ... يكاد يقتلني الشوق إليها، والحنين إلى تلك النظرة الدامعة التي كانت ترمقني بها حيا وميتا. انظر يا مبارك يأبى الحب أن يترك قلبا مثل قلبي بلا غرام يشغله، أو هيام يذهله، فلما طعنني ذلك الأمير شفع الحب عند الردى، فوهب قلبي له حتى تكون ميتتي ميتة حب وغرام لا ميتة غدر وانتقام. غير أني وجدت ابن عمها يتعقب آثارنا. ألم تر أنه أرسل ذلك النوتي في صحبتنا حتى تنيس، وذلك الدليل في رفقتنا حتى الفرمة؟ وظل يراقبنا - بالفرمة - ثلاثة أيام حتى رحلنا!
مبارك :
لقد كان يمكننا أن نقتل الدليل، ونعود إلى مصر في الأيام التي قضيناها في الفرمة بلا داع.
مزاحم :
Bog aan la aqoon