كلا، ولكني أشعر بالسعادة ههنا، بجوار عمرو وفي حمى هذه الصحراء.
مبارك :
وأين عمرو منك يا مولاي؟! لقد مضى على نزوله هذه المحلة ثلاثة قرون كاملة.
مزاحم :
إنه هنا، في فؤادي، أتلفت فأراه وأحسه، إنه هو الذي منحنا كل هذا الملك الطيب. ولولا دعة منه وحكمة ما كان بعض هذا. لقد كان ابن العاص قائدا تحت إمرته ابن الخطاب نفسه، وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح، يوم أرسله النبي إلى عمان يفتتحها، فلما استخلف الأولان بعد الرسول وولى أبو عبيدة الله زعامة جيش الإسلام، لم ير في ذلك غضاضة عليه بل كان مثال العربي الكريم سيدا في نفسه ماجدا لا تملكه غيرة كاذبة ولا وهم ولا حسد وكذلك الدولة. هلم، هيئ للمطايا غذاءها من حشائش هذه الصحراء ... انظر، هل فيها من مكارم العرب فضل تغذاه؟ ... جس خلالها لعلك تجد خضراء لم يذبل نبتها، منذ أنبته كريم قرشي.
مبارك :
مطاع يا مولاي.
مزاحم :
أحسنت.
مبارك :
Bog aan la aqoon