193

Bilowga Muhtaj

بداية المحتاج في شرح المنهاج

Daabacaha

دار المنهاج للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Goobta Daabacaadda

جدة - المملكة العربية السعودية

Noocyada

وَالاخْتِيَارُ: أَلَّا تُؤَخَّرَ عَنِ الإِسْفَارِ. قُلْتُ: يُكْرَهُ تَسْمِيَةُ الْمَغْرِبِ: عِشَاءً، وَالْعِشَاءِ: عَتَمَةً، وَالنَّوْمُ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثُ بَعْدَهَا إِلَّا فِي خَيْرٍ، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَيُسَنُّ تَعْجِيلُ الصَّلَاةِ لِأَوَّلِ الْوَقْتِ، === الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ" رواه مسلم (١)، (والاختيار: ألّا تُؤخَّر عن الإسفار) وهو الإضاءة؛ لأنه ﵊ صلاها في اليوم الثاني كذلك. (قلت: يكره تسمية المغرب: عِشاء، والعشاءِ: عَتَمَةً) لثبوت النهي عن ذلك في الصحيح (٢)، (والنوم قبلها) لأنه ﵇ كان يكرهه، متفق عليه (٣). والمعنى فيه: مخافة استمراره إلى خروج الوقت، ولهذا قال ابن الصلاح: (تعمّ جميعَ الصلوات). (والحديثُ بعدها) لكراهته ﵊ له أيضًا، متفق عليه (٤)، ولأن الله تعالى قد جعل الليل سكنًا، وهذا يُخرجه عن ذلك، (إلّا في خيرٍ، والله أعلم) كقراءة الحديث، ومذاكرة الفقه، وحكاياتِ الصالحين، وإيناس الضيف ونحوِ ذلك؛ لأنه خير ناجز، فلا يُترك لمفسدة متوهمة، وقد جاءت به أحاديث صحيحة (٥)، واستثنى في "زيادة الروضة" مع ذلك: ما إذا تكلم لعذر (٦). (ويُسن تعجيلُ الصلاة لأول الوقت) استباقا للخيرات، ولقوله ﵊ في جواب أيّ الأعمال أفضل؟ "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا" رواه الدارقطني وابن حبان في "صحيحه" (٧). واعلم: أنه إنما يجوز التأخيرُ عن أول الوقت بشرط العزم على الفعل في أثنائه على

(١) صحيح مسلم (٦١٢) عن عبد الله بن عمرو ﵄. (٢) أما الأول .. فأخرجه البخاري (٥٦٣) عن عبد الله بن مغفل ﵁، وأما الثاني .. فأخرجه مسلم (٦٤٤) عن عبد الله بن عمر ﵄. (٣) صحيح البخاري (٥٦٨)، مسلم (٦٤٧) عن أبي برزة ﵁. (٤) وهو حديث كراهية النوم قبل العشاء نفسه. (٥) منها: ما أخرجه الحاكم (٢/ ٣٧٩) عن عمران بن حصين ﵁. (٦) روضة الطالبين (١/ ١٨٢). (٧) الدارقطني (١/ ٢٤٦)، صحيح ابن حبان (١٤٧٩)، وأخرجه ابن خزيمة (٣٢٧)، والحاكم (١/ ١٨٨) عن ابن مسعود ﵁.

1 / 204