Bilowgii iyo Dhammaadka
البداية والنهاية
Daabacaha
مطبعة السعادة
Goobta Daabacaadda
القاهرة
Noocyada
taariikh
وَمُخَالَفَتِهِ لِرَبِّهِ فَأُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ مَذْءُومًا مَدْحُورًا. وَأَمَرَ اللَّهُ آدَمَ ﵇ أَنْ يَسْكُنَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ الْجَنَّةَ فَقَالَ وَقُلْنا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا من الظَّالِمِينَ ٢: ٣٥ وقال في الأعراف قال اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُمًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ. وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا من الظَّالِمِينَ ٧: ١٨- ١٩ وَقَالَ تَعَالَى وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى فَقُلْنا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى. إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى ٢٠: ١١٦- ١١٩ وسياق هذه الآيات يقتضي أن خلق حواء كان قبل دخول آدم الجنة لقوله وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ٧: ١٩ وهذا قد صرح به إسحاق ابن بشار وَهُوَ ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَاتِ وَلَكِنْ حَكَى السُّدِّيُّ عن أبي صالح وأبي مالك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ مُرَّةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَعَنْ نَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ قَالُوا أُخْرِجَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأُسْكِنَ آدَمُ الْجَنَّةَ فَكَانَ يَمْشِي فيها وحشي لَيْسَ لَهُ فِيهَا زَوْجٌ يَسْكُنُ إِلَيْهَا فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ. خَلَقَهَا اللَّهُ مِنْ ضِلْعِهِ. فَسَأَلَهَا مَنْ أَنْتِ قَالَتْ امرأة قال ولما خلقت قالت لستكن إِلَيَّ فَقَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ يَنْظُرُونَ مَا بَلَغَ مِنْ عِلْمِهِ (مَا اسْمُهَا يَا آدَمُ) قَالَ حَوَّاءُ قَالُوا وَلِمَ كَانَتْ حَوَّاءَ قَالَ لِأَنَّهَا خلقت من شيء حي. وذكر محمد ابن إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِهِ الْأَقْصَرِ الْأَيْسَرِ وَهُوَ نَائِمٌ وَلَأَمَ مَكَانَهُ لَحْمًا وَمِصْدَاقُ هَذَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيرًا وَنِساءً ٤: ١ الْآيَةَ وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ به ٧: ١٨٩ الْآيَةَ وَسَنَتَكَلَّمُ عَلَيْهَا فِيمَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ زَائِدَةَ عَنْ مَيْسَرَةَ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا- فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلْعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) لَفْظُ الْبُخَارِيِّ وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قوله تعالى وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ٢: ٣٥ فَقِيلَ هِيَ الْكَرْمُ وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيِّ وَجَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ وَالسُّدِّيِّ فِي رِوَايَةٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَنَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ وَتَزْعُمُ يَهُودُ أَنَّهَا الْحِنْطَةُ. وَهَذَا مَرْوِيٌّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَأَبِي مَالِكٍ وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ وَهْبٌ وَالْحَبَّةُ مِنْهُ أَلْيَنُ مِنَ الزَّبَدِ وَأَحْلَى من العسل وقال الثوري عن ابى حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشجرة هِيَ النَّخْلَةُ وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ هِيَ التِّينَةُ وَبِهِ قَالَ قَتَادَةُ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ كَانَتْ شَجَرَةً مَنْ أَكَلَ مِنْهَا أَحْدَثَ وَلَا يَنْبَغِي فِي الْجَنَّةِ حَدَثٌ
1 / 74