عدت إلى المكتب وكتبت الخبر، ثم راجعت أخبار النشرة الثانية. وجلست أتطلع إلى النافذة وشمس الغروب، أنتظر موعد الانصراف.
2
هطل المطر بشدة فبسطت مظلتي. مشيت مسرعا إلى حانوت قريب. تذكرت أني لم أتطلع خلفي ولا مرة مثلما كنت أفعل في
القاهرة
بشكل أوتوماتيكي بحثا عن رجال الأمن المتنكرين. وقفت نصف ساعة في طابور مكون من ثلاثة أشخاص. كان الحانوت واسعا كشفت أنواره القوية ضآلة محتوياته من الخضراوات والفواكه الطازجة، وصفوفا من علبها المحفوظة.
وصلت أخيرا أمام البائع فطلبت منه كيلو عنب وكيلو خوخ وفاصوليا صفراء وبقدونسا وفلفلا أخضر وخيارتين كبيرتين. وتعثرت في نطق كلمة
جوركن ، خيار، فأشرت إليه. تطلع البائع إلي في جمود متجاهلا إشارتي ومتظاهرا بعدم الفهم، وانتقل إلى الزبون التالي. ثم عاد إلي بعد أن فرغ منه وكرر مؤنبا:
جوركن .
جوركن . جمعت مشترواتي ودفعت عشر ماركات. ومن حانوت مجاور اشتريت زجاجة نبيذ بلغاري وأخرى من
بونا كامب
Bog aan la aqoon