أمام مبنى مجلس النواب اللبناني، مصفحة تحمل لافتة «الأمن الداخلي اللبناني»، عدد من الضباط، سيارة مرسيدس تحمل علما، داخل المجلس، النواب مجتمعون، رئيس الوزراء، رشيد الصلح ، يتكلم: «من الواضح أن حزب الكتائب يتحمل المسئولية الكاملة عن المجزرة، وعن المضاعفات التي أعقبتها، والضحايا والأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالبلاد نتيجة لها.»
النائب أمين الجميل يجري خلف رئيس الوزراء ويجذبه من ذراعه محاولا الاعتداء عليه.
واشنطون، هنري كيسينجر في مكتبه بالطابق السابع لمبنى وزارة الخارجية الأمريكية يتحدث لصحفي أمريكي: «الوضع في لبنان يشبه ما كان عليه في الأردن سنة 1970. كل ما يحتاج لمعالجته هو أن ترسل سوريا لواء من قواتها.»
قاعة واسعة يتصدرها مفتي الجمهورية السني الشيخ حسن خالد، على رأسه عمامة بيضاء، إلى يمينه يجلس وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام، إلى يساره إمام الشيعة في عباءته السوداء، ثم رئيس أركان الجيش السوري، ثم كمال جنبلاط الذي عقد ذراعيه فوق صدره، وأغمض عينيه، إلى يسار الإمام الصدر زعيم سنة طرابلس رشيد كرامي، وإلى جواره صائب سلام زعيم سنة بيروت العجوز، ذو السيجار الهافاني.
دائرة حول خبر في صحيفة لبنانية: اعتمدت المملكة السعودية أربعين مليون ليرة باسم صائب سلام لمحاربة الالحاد والشيوعية.
عنوان رئيسي لصحيفة أخرى: حكومة جديدة برئاسة رشيد كرامي وعضوية كميل شمعون للداخلية.
عنوان رئيسي في صحيفة أخرى: عدوان إسرائيلي على مخيمات الجنوب، مصرع 11 وتهدم 60 منزلا في الرشيدية.
بيروت، منطقة المسلخ-الكارنتينا، عشش متلاصقة من الصفيح (التنك)، أعلام فلسطينية ولبنانية، لقطة أخرى لنفس المكان وقد تحول إلى دمار، مجموعة من القذائف التي سقطت عليه، إحدى القذائف في حجم وارتفاع قامة صبي يافع، قذيفة أخرى تحمل رمز المملكة السعودية الذي يتألف من سيفين متقاطعين حول عبارة «لا إله إلا الله»، وجه عجوز مذهولة يتطلع من بين الخرائب، طفلة حافية في رداء مزركش تحمل رضيعا فوق ساعديها، وتجلس إلى جوار جدار متهدم، سيدة متوسطة العمر تغطي رأسها بلفاعة بيضاء شفافة عقدتها حول عنقها وأرسلت طرفا منها فوق صدرها، تبكي ويدها على خدها، إلى جوارها فتاة تشبهها تبكي بدورها، أسرة تجري في الشارع وقد حمل الأب لفافة على ظهره وأمسك بطفل في كل يد، طفل ثالث يتقدمهم، عدد من الشبان بينهم من تلفع ب «الحطة» المزركشة، يبتسمون للكاميرا وهم يرفعون أصابعهم بعلامة النصر، إلى جوارهم جثث مغطاة بالأعلام الفلسطينية.
العنوان الرئيسي لصحيفة «السفير»: «الإمام الصدر يعلن ولادة أفواج المقاومة اللبنانية «أمل» للدفاع عن الجنوب، الإمام يحدد التزامه بتحقيق مطالب المحرومين من كل الطوائف، وإنهاء التمييز الطائفي، والدفاع عن الثورة الفلسطينية.»
شاب يحمل مدفعا رشاشا فوق سطح منزل، يرتدي فانلة بيضاء نقشت عليها كلمة «أمل» بالحروف اللاتينية.
Bog aan la aqoon