أعدت الكتاب إلى مكانه وتناولت غيره قائلا: هذه ليست مشكلتي. - ما هي مشكلتك إذن؟
سألته: ماذا تشعر أثناء القذف؟
قال: أحيانا أجأر من اللذة.
قلت: يا بختك!
تناولت مفكرتي وعلبة سجائري من فوق الطاولة وأنا أقول: سأحاول النوم. تصبح على خير.
مضيت إلى غرفتي، فخلعت ملابسي واستلقيت على الفراش. ثبت عيني على السقف وفكرت في زوجتي السابقة، ثم في أول فتاة أحببتها، أو بمعنى أصح أحببناها؛ فقد كنت أنا ووديع، واثنان آخران من أصدقائنا نحبها في وقت واحد. كان ذلك في الجامعة، في بداية الخمسينيات، عندما كان الأغنياء والفرسان هم وحدهم الذين يستطيعون كسر الحواجز الخفية القائمة بين الجنسين. كنا نحيط بها طول الوقت ونتمشى معها ساعات طويلة. وعندما تنخفض درجة الحرارة، كنا نلعب لعبة تدفئة الأيدي، فتضع يدها اليمنى في جيبي الأيسر، ويدها اليسرى في جيب وديع الأيمن.
تذكرت أيضا أول مرة استمنيت فيها، والمرة التي شربنا فيها أنا ووديع زجاجة نبيذ، واستمنى كل منا أمام الآخر. وتذكرت أول فتاة نمت معها. وكنت أنا ووديع وثالث من مجموعة تدفئة الأيدي، قد نجحنا في ادخار جنيهين، فالتقطناها من مكان مظلم على شاطئ النيل، هو نفسه الذي يقوم عليه الآن قصر أنور السادات وفندق الشيراتون. وذهبنا بها عند أحد أصدقائنا. وعندما جاء دوري وجدتها غارقة في نوم عميق. وأيقظتها ثم لم أدر ماذا أفعل، فأرقدتني على ظهري وركبتني. ولم يستغرق الأمر غير ثوان، ولم أشعر خلالها بشيء سوى أني أحدثت قدرا كبيرا من البلل. وعندما غادرت الغرفة كانت قد استأنفت النوم وعاد شخيرها يتردد في انتظام.
10
لم تذكر صحف الصباح شيئا عن حادث الطلق الناري. وبينما كنا نتناول إفطارنا، دق أبو شاكر الباب ليبلغنا أن الرصاصة انطلقت على سبيل الخطأ أثناء تنظيف مسدس بأحد مساكن الطابق الأخير.
عكفت على تنظيف بزتي الزرقاء الداكنة بالفرشاة، ثم كويت القميص الذي غسلته بالأمس. ودعكت حذائي بقطعة من القماش وجدتها في المطبخ. وأخيرا علقت حقيبتي في كتفي، وانطلقت خلف وديع.
Bog aan la aqoon