66

Beirut Ooyin Habeenkii

بيروت البكاء ليلا

Noocyada

هكذا تضرعت السيدة، في لحظة محاولة أحد الجنود لاقتحامها، استفزازها، إلى حد محاولة تمرير فوهة بندقيته المشرعة المصوبة إلى جيدها النافر كمثل حمامة أيك، ثم النزول بها إلى نهديها وما بينهما في بطء، مرورا بخصرها وما بين فخذيها.

هنا اختطفت الأم من فورها طبنجة أفرغتها في جسده، في ذات اللحظة صوبت عليها المدافع الرشاشة لتحيلها إلى كومة لحم محترقة أمام بناتها الثلاث.

الفصل التاسع عشر

كلت قدما المهاجر العجوز تحت القصف المتوالي بحثا عن فتاته الجنوبية التي افتقدها داخل الخندق، وصدرها النازف بالدم مدرارا. زار جميع مستشفيات بيروت بدءا من شاتيلا والبربير، وانتهاء بمستشفيات الهلال والصليب الأحمرين والجامعة الأميركية.

ظل أياما إثر أيام يطوف العنابر ويتداخل في الجرحى المنكوبين سائلا.

المدينة جميعها تدميها الجروح النازفة، ممن قطعت أيديهم وسيقانهم، وخزقت عيونهم، وغابت عنهم ملامحهم، يتحركون على عجلاتهم وعكاكيزهم، وأذرع التومرجية وذويهم والسيسترات والجدران.

القصف لا يتوانى، حتى المستشفيات ولحم الجرحى النازف لم يسلم، وسيارات الإسعاف بأجراسها وإضاءاتها تمر عبر الشوارع المظلمة دون انقطاع.

كم يا ترى يصل حجم الجروح والإصابات لو أنها تراكمت في كفة ميزان - قبان - دون سبب واضح! تعالت ضحكات استلفتت أبصار الجميع وسمعهم، ماذا حدث؟ منذ مدة طويلة لم تطرق أذنه ضحكة قهقهة على هذا النحو، رغم الابتسامات الودودة التي تعلو وجوه الجميع، حتى الجرحى والمشوهين لم يغب عنهم حبورهم وهم في ضماداتهم، معلقين على فراشهم، موثقين من أرجلهم وكعوبهم كمثل ذبائح.

كانوا يتلقون الزهور وعلب الشيكولا مبتسمين وهم موثقون يئنون في صمت لا يسمع ... المقاتلون ... تراها أين ذهبت؟

في مستشفى غزة، مضى يرقبهم داخل عنابرهم شبان وشابات طريحون، يتسامرون في وداعه تحت القصف والمطاردة.

Bog aan la aqoon