قال: لعل الأمر لم يعد بنا هنا تحت القصف والحصار عن «فابيولات» الرءوس والرمال.
الاستخباء، الدفن.
وها هم الناس من حوله أينما حل يتحركون عبر الشوارع والساحات وشواطئ البحر، بلا طائل، لا مفر.
ماذا يحدث؟
تذكر حديث سيدة شابة كانت تنتصب في وجهه المنكس حين زارهم ليلا خلسة محاطة بأسلحتها من مسدسات وخناجر ورشاشات، بانتظار لحظة وصول ميليشياتهم والتمشيط.
ها هو السلاح مكانه، لن أحركه، وإن حدث ليكن حيث ينبغي أن يكون في وجوههم المعدنية.
صرخت في وجهه: الفاشست ... اللمامة.
وحين حاول إيضاح الأمر، وبأنه لا يبغي شيئا سوى الراحة، لحظة اطمئنان، عاودت الصراخ.
هذه المدينة، كانت يوما تصخب وتشتعل نيرانها ومظاهراتها لأي حدث عربي وغير عربي تافه في العالم، تتضامن وتعبر عن فرحتها، مساندتها، شجبها بالسلاح.
هدأت قليلا وهي تكمل في مرارة: أين نحن الآن؟ القصف والدماء ليل نهار، ولا من يسمع العرب، العالم؟
Bog aan la aqoon