Beirut Ooyin Habeenkii

Shawqi Cabd Hakim d. 1423 AH
53

Beirut Ooyin Habeenkii

بيروت البكاء ليلا

Noocyada

افترشوا مداخل العمارات والبنايات والحدائق، وكورنيش البحر والأوتيلات، وأسطح البيوت، والمدارس والمواخير.

بينما تبدت الطائرات المغيرة كما لو كانت تتعقبهم أينما رحلوا بصبيانهم وهلعهم المتبدي لتدكهم دكا؛ من لا وطن لهم.

المدينة كانت تشتعل بالنيران والشظايا والحرائق، والأنباء تحمل قصف الصهاينة للجمال في لبنان خلدة والشويفات والدامور وعرمون وعالية. - الفقر والجمال.

ابتسمت له وهي ترفع رأسها عاليا وسط الظلام المطبق، إلا أنه واصل طريقه بصعوبة دون أن يتخلى عن العودة إلى منطلقه ذلك الذي قدم به من القاهرة لتغرقه أحداث بيروت على هذا النحو، قال: الأمر لا يبعد كثيرا، ذات ما جئت به، الطفح، أجل، باكابورتات العصور القديمة التي كانت. وهنا على ذات أرض هذا المكان؛ الأسوار القديمة، ملايين الأسرى في حجلاتهم، والقتلى هم ملح الأرض التي على ترابها وصخور جبالها سقطوا.

استوقفته حين ضغطت يده الممسكة بيدها الصغيرة الهشة، المخيمات التي انتصبت في زوايا الميادين والجراجات من فورها النيران المتوهجة، الناس وهي تركض طوابير إثر طوابير، طوفان النيران المتوهجة التي تشعل السماء: ماذا حدث؟

اخترقت الطائرات الأجنبية حواجز الصوت من فوق رأسيهما، حتى إنها ارتمت بالجدار محتمية. - ماذا حدث؟ - أشعر بدوار.

لحظتها كان دمها قد أسيل من عند مفترق شعرها العسجدي، دون أن يبدو على وجهها الطفولي الباهت أثر الألم، ظلت ترقبه وهو مقرفص بجوار جدار محاولا التقاط قطرات الدم بمنديل ورقي، مبتسمة: إلى هذا الحد.

قالت دون أن يلتقط الكثير مما لفظت به في عصبية: أجل، القلب تحمل الكثير، مثلك.

وحين أعجبه قدرتها على التحمل، طالبها من فوره التماسك لحين وصولهما إلى البيت، رغم تيقنه من صعوبة مثل هذا الأمر.

ذلك أن الشوارع كانت قد بدأت تغلي بالحركة والمسلحين ودوي القصف المتبادل ما بين الأرض والسماء الملبدة بالغيوم والنيران.

Bog aan la aqoon