Bayna Jazr Wa Madd
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
Noocyada
2
فإن أنا رأيت رأي سبيرو بك بوجه في وجوب إصلاح اللغة وإنعاشها؛ فأراني وإياه على خلاف في التفاصيل، ويمكن تلخيص اعتراضه في هذه البنود الثلاثة. يعترض حضرته:
أولا:
على صعوبة اللغة.
ثانيا:
على تضاعفها بين فصحى أو كتابية وكلامية؛ أي: عامية.
ثالثا:
يعترض على إنشاء المجمع اللغوي ويحدد وظيفته، أو بالحري هو يحذف الحدود من تلك الوظيفة ويجعلها شائعة.
أما الصعوبة فإذا كانت بينة في اللغة العربية فهي غير محصورة فيها، وأية لغة تخلو من صعوبة اللفظ أو التعبير والكتابة أو القواعد، أو الزوائد التي لا منفعة لها؟! حتى ولو كانت حديثة مختلطة كاللغة الإنجليزية، فكيف بالعربية وهي من أمهات اللغات، وميزتها على جميع اللغات الشائعة في كونها اللغة القديمة الحية رغم الزمان؟!
إن الذين تعلموا منا الإنجليزية يعرفون صعوبة نطقها، ويعجبون للحروف الكثيرة التي لا تظهر في اللفظ، ومع ذلك فلا يحذفها الإنجليز ويرغمون أبناءهم والمتعلمي لغتهم على إجهاد النفس في ما لا طائل تحته. والإنجليز قوم عمليون، ملكوا العالم بهذه الصفة، وروجوا مصالحهم ولغتهم؛ حتى صارت مع الإسبانية أوسع اللغات انتشارا، وهم مع ذلك يحرصون على تلك القيود التي تثقل كل لغة عصرا لتسقط عنها في عصر آخر، ويظهر أن وقت تحرير اللغة الإنجليزية من تلك القيود لم يأن بعد.
Bog aan la aqoon