U Dhexeeya Diinta iyo Falsafada
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Noocyada
ولذلك نراه يتشدد في ضرورة تأويل كثير من نصوص التوراة، يتشدد حتى إنه ليقول: «هؤلاء الذين لا يريدون قبول طريقة التأويل المجازي، ليسوا أغبياء فحسب، بل هم أيضا ملحدون.»
22
ومما تقدم كله نرى أن أنواع التأويل التي عرفناها عن فيلون هي ثلاثة كما يذكر الأستاذ برهييه، وهي: التأويل الحرفي ذي الغرض، والتأويل الحرفي البسيط، والتأويل المجازي.
وقد كان حربا على النوعين الأولين دفاعا عن الدين الموسوي، وقد كان من هؤلاء وثنيون يريدون جعل التوراة بمنزلة كتب الأساطير اليونانية، ومنهم يهود جهلاء هم أولى بالرثاء منهم بالموجدة، ولم يكن التأويل الذي يدعو إليه ويوجبه لكثير من نصوص التوراة إلا التأويل المجازي، وكان مصدره في هذا الضرب من التأويل: الإلهام، والبحث والتفكير الشخصي، والمأثورات.
23 •••
والآن ماذا كانت نتيجة اصطناع فيلون طريقة التأويل المجازي حسب ما رأى لنفسه، التأويل الذي عرفنا مبلغ تشدده في رعايته؟
إن فيلون جعل التوراة بذلك تتسع لما كان يراه حقا من الفلسفة الإغريقية، ولعله بهذا قد رفع من شأن الدين الموسوي وكتابه المقدس في نظر العالم الهلنسي، الذي كان يعيش فيه، فقد كان يفاخر بهذا الكتاب وما حوى من حكمة - يوصل إليها بالتأويل - لم يصل فلاسفة اليونان لأسمى منها.
24
ولكن على فرض أن فيلون نجح فيما أراده وعمل له، فقد أفسد التوراة وأخرجها عن أن تكون كتابا دينيا يتأثر به القلب والعقل معا، فيهدي بذلك قارئه للخير والسعادة،
25
Bog aan la aqoon