U Dhexeeya Diinta iyo Falsafada
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Noocyada
77
وأما ادعاء ابن سينا أن الله عقل محض فمن الضروري والبديهي أن يعقل غيره؛ لأن المادة هي التي تمنع من إدراك الأشياء فليس بديهيا، وإلا لما خالفه الفارابي قبله فيه، ثم بعد هذا لا دليل عليه.
78
وهنا يرد ابن رشد ببيان أن الموجودات يجب - كما ظهر بالدليل - أن تنتهي إلى جوهر عري عن المادة وهو بالفعل دائما، أي إلى جوهر هو فعل محض، وأن علة الإدراك هي حقيقة التبري من المادة، وإذن يكون هذا الجوهر وهو الله تعالى عقلا محضا، ويكون عقله لذاته معناه عقله كل الموجودات الصادرة عنه.
79
على أن الله كما يقول ابن سينا أيضا قبل ابن رشد، لا يزال فاعلا وإن كان على نحو أشرف مما في الإنسان، وكل فاعل لا بد ضرورة أن يكون عالما بما يفعل.
ولكن أبا حامد لا يترك هذا الاستدلال بلا اعتراض، وإن من الحق أن الفاعل لا بد أن يعلم فعله إذا كان هذا منه عن إرادة واختيار، ولكن أنتم معشر الفلاسفة ترون، أو يلزمكم أن تروا أن الله فاعل «بطريق اللزوم عن ذاته بالطبع والاضطرار»، كما يكون الضوء والحرارة عن النار، وإذن فلا يكون الله فاعلا حقا، ولا يكون لذلك عالما بالموجودات.
80
ويرد فيلسوف قرطبة على هذا بنفي قسمة «الفعل» إلى ما يكون بالإرادة والاختيار، أو ما يكون بالطبع والاضطرار فقط، إنه يرى أن هذه القسمة صحيحة في الفاعلين غير الله تعالى، أما الله ففعله عند الفلاسفة لا طبعي بوجه من الوجوه، ولا إرادي بإطلاق، بل هو إرادي منزه عن النقص الموجود في إرادة الإنسان، يريد أن يقول إن الإرادة في الإنسان هي انفعال ومعلولة عن المراد، والله منزه عن أن يكون فيه صفة معلولة.
81
Bog aan la aqoon