فهو إذن قد وصل إلى بغداد في جمادى الثانية، وأكبر الظن أن هذه القصيدة هي أول ما صور شوقه إلى المعرة بعد أن وصل دار السلام.
وأنت تريد الكلام الواضح اليسير الذي لا التواء فيه ولا غموض، ولا رمز فيه ولا تلميح، فاقرأ قوله:
أإخواننا بين الفرات وجلق
يد الله لا خبرتكم بمحال
أنبئكم أني على العهد سالم
ووجهي لما يبتذل بسؤال
وأني تيممت العراق لغيرها
تيممه غيلان عند بلال
وهممت أن أمضي في الحديث، ولكن صاحبي يمس كتفي مسا رفيقا وهو يقول: على رسلك، ألست ترى أنا ننصف أنفسنا وننصف أبا العلاء إن استأنفنا قراءة «سقط الزند» من أوله؟ قلت: هذا شيء قد يكون وقد لا يكون، ولكن الشيء الذي لا شك فيه هو أنك ستقرأ معي هذا الكتاب الفرنسي الذي صرفتني عنه آنفا، أو ستخلي بيني وبينه حتى أقرأه؛ فقد شغفت بهذه الصحف الأولى منه. قال وهو يضحك: ولن تمضي فيه حتى تزداد به شغفا وكلفا.
نوفمبر 1944
Bog aan la aqoon