U Dhexeeya Libaaxa Afrika iyo Shabeelka Talyaaniga
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Noocyada
ولكن هذا السفير الإيطالي أخطأ المرمى، وخان الأمانة؛ لأنه كتب بلغته ما لا ينطبق على ما كتب باللغة الحبشية، وفسرت إيطاليا معاهدة أوشيالي بأنها تبيح لها وضع الحبشة تحت الحماية الإيطالية، لترهقها بالأمر الواقع.
وكان منليك في ذلك الوقت مشغولا بأمرين؛ الأول: الانتقام للملك يوحنا من خليفة المهدي، والثاني: حفلة تتويجه، فأتم التتويج في سنة 89، وعدل عن حرب الدراويش مؤقتا، وانتهزت إيطاليا هذه الفرصة، فزادت نفوذها في الحبشة ببذل المال والهدايا للقواد، وبلغت قوتها أقصى مداها في سنة 95، وأصبح مركزها ثابتا لا يزعزع في إريتريا .
وكانت إيطاليا أرسلت في سنة 92 إلى الحبشة بقائدين من أشهر قوادها، ولكن وجودهما في إريتريا لم يوهن من عزيمة النجاشي، ولم يعقه عن إعلان تخلصه من معاهدة أوشالي، ورد قرض إيطالي بلغت قيمته أربعة ملايين ريال.
وفي سنة 1894، حارب الطليان الدراويش وأجلوهم عن مدينة «كسلا» التي تسيطر على الحبشة حربيا كما ذكرنا، والتي تمكن من تكون بيده من السيادة المطلقة على ميدان عدوة، إحدى عواصم الحبشة، وكانت هذه الخطوة هي الأخيرة في تنفيذ خطة الطليان الحربية للاستيلاء على البلاد، بعد أن ملئوها بالرواد والجواسيس، فجاسوا خلال المملكة، وعرفوا مسالكها ومهالكها، ولكن هذا الاستعداد العظيم، وتلك الدراية التامة بمفاوز الأحباش لم تغنهم فتيلا حيال ثلاثة أشياء تذرع بها الأحباش، ودرعتهم بها الطبيعة، وهي:
الأول:
مفاوز الحبشة وجبالها التي حفت بالمكاره والمهاوي والمهالك؛ كانهمار السيول، وقلة الماء، وانتشار الأمراض.
3
الثاني:
خطة الأحباش في الحروب، وهي إرباك العدو بجيوش جرارة تفوق جيوشه أضعافا مضاعفة، وطبيعة الحبشي المحارب الذي اشتهر بالخفة والدهاء، والاستدراج للعدو، والإحاطة به من كل جانب، وإرهابه بالسيوف والرماح التي تقطر دما، ثم القسوة في معاملة العدو وكل من ظفر به، والإجهاز على الأسرى.
الثالث:
Bog aan la aqoon