U Dhexeeya Libaaxa Afrika iyo Shabeelka Talyaaniga
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Noocyada
فبادرت مصر إلى تجهيز حملة أخرى تحاط بجميع مسببات الفوز وتسييرها للحال؛ للاقتصاص من الأحباش، وللاقتصاص لشرف مصر، بحيث تبلغ الغرب في آن واحد أنباء كسرة أرندروب، وأنباء فوز الحملة المرسلة للثأر لها فوزا ساحقا، فتستمر الثقة بمصر تامة، وتزداد على مر الأيام رسوخا، وتم ذلك وسلم لواء الحملة إلى السردار راتب باشا،
6
وكان مولدا من أب شركسي ووالدة سودانية، وكان شجاعا أبي النفس لا يهاب الموت، ولكنه كان كثير التردد في الحرب والسياسة.
وقد أوصت الحكومة المصرية راتب باشا وبقية قواد الحملة، وهم من الشركس والترك والأمريكان والأوروبيين، بمراعاة شروط القانون الدولي في الحرب، واتباع الأصول المتفق عليها عند الأمم المتحضرة، فيمنعون الجيش من ارتكاب أي عمل وحشي، ويحملون الجند على تجنب الإساءة إلى غير المحاربين من الجيوش، فلا يقلعون زرعا، ولا يهلكون ضرعا، ولا يقتلون شيخا، ولا يذبحون طفلا، ولا يهينون امرأة، ولا يحرقون بيتا.
ولم تكتف الحكومة المصرية بتوصية السردار راتب باشا بكل هذه الوصايا السبع، بل جعلته مسئولا مسئولية شخصية عن كل مخالفة تقع من هذا القبيل، وسافرت الحملة وكلها أمل في الفوز والنجاح
7
في 14 ديسمبر سنة 1875.
ومن غرائب المصادفة أن رئيس حركة النقل في تلك الحملة كان أحمد عرابي بك - الذي أعدته الظروف في الأيام التالية لإضرام نار الفتنة العسكرية المعروفة في التاريخ باسمه - وكان رأي الضباط الأمريكيين فيه حسنا جدا، ويقول الكولونيل داي إن عرابي كان يكون ضابطا من خيرة الضباط في قطر غير القطر المصري، فاستبدل وأقيم مكانه الضابط شاكر الشركسي. وضابط مصري آخر هو علي الروبي أفندي، الذي اشتهر فيما بعد في حوادث الثورة العرابية، عهد إليه برياسة فرع المهمات، وكان ضابطا من أحسن الضباط، وامتدحه رؤساؤه وزملاؤه الأمريكيون.
وكان النجاشي يوحنا يتقدم نحو الجيش المصري المنكود الطالع كسابقه بخطى الثعالب وعزم الأسود، حتى أصبح على بعد بضع ساعات من «تياخور» و«عدي راسو».
وفي يوم 7 مارس سنة 1876
Bog aan la aqoon