آه، ما أسعد الساعة التي كنت مزمعا أن أقضيها مع ريتا في هذا البيت يوم الأحد!
ولما حان وقت الموعد المضروب سبقتها، ولعلمي أنها مولعة بالحلوى مثل النساء الإيطاليات، ملأت سلة من أصناف الحلوى، وأخذت معي من أنواع المدام شيئا كثيرا، ولما دخلت البيت أوقدت فيه قدرا من الحطب كي تزداد حرارته، وإذا بالباب ينفتح فاضطربت أعصابي فرحا وأغمي علي، ولما استفقت رأيتها إلى جانبي تؤانسني وتلاطفني.
آه، ما أسعد هذه الساعة التي كنت مزمعا أن أقضيها معها في هذا البيت!
فقالت لي وهي تصلح زي شعرها: أتعلم يا مكسيم من أنا في عين أرملة أنور صاحبة هذا البيت؟ - إن سيدنا إبليس - عليه السلام - لم يعطني ما أعطى تيراز ياس من معرفة الخفايا وحل الألغاز. - قد سميت نفسي روزا كازينولي، وهي إحدى المغنيات الشهيرات في ميلان، وكيلا أجعل لها سبيلا لمراقبتنا احتلت عليها حيلة غريبة، فقلت إني عاشقة والذي أحبه شاب غني يحبني ويغار علي، أنت هو ذلك الشاب، وهذه الحيلة مع كونها مألوفة فهي قريبة من التصديق بساطتها، وقد قال المثل: إن الأقاصيص البسيطة أقرب للأفهام من سواها. - وماذا سميت حبيبك؟ - قلت فقط إنك ممثل مولع بالموسيقى، وقد قال المثل: تجنب الكذب غير المفيد، ولم يقل المفيد ... - بالحقيقة إنك داهية يا مولاتي. - عجبا! كيف تسميني مولاتك ألا يكفيك أني حبيبتك؟ - أنت هذه وتلك، وليس بمستغرب على الله أن يجعل اثنين في واحد. - كيف رأيت هذا البيت؟ - أتعنين هذا البيت الذي نحن فيه مختبئان كمجنونين؟ - نسيت أن تضيف إلى مجنونين كلمة غرام، فقل كمجنوني غرام. - رأيت أنه أحسن أبنية الدنيا. - أحب أن أتناول فيه الطعام معك في بعض الأيام، فأول مرة لا يأتي هو البيت أعلمك. «هو» كناية عن زوجها الذي حلفت ألا تسميه أمامي.
ثم قالت: لا بد أنه يدعو حبيبته الهولندية لتتناول معه الطعام في الحانة فيومئذ ...
ثم تركت من يدها كأس الخمر، وتناولت بدلا منها قطعة من الحلوى وقالت ضاحكة: وبما أنه يحب النوم فسينام معها على فراش واحد، ونحن نقيم عيدا هنا ... وننام معا أيضا على هذا الفراش ...! مثل اليوم ...
باتت بطرف مسهد
مطهومة تتمرد
لها من الظرف والحس
ن زائد يتجدد
Bog aan la aqoon