U Dhexeeya Diinta iyo Cilmiga
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Noocyada
لدى الكلام في الهيكل، يفتح مغاليق النظام العالمي أمام العقل البشري، وعلى هذا اعتقد أن الكون قد وضع على مثال الهيكل العبراني؛ فهو إذن أشبه بعلبة مستطيلة الشكل. ولما أن عمد إلى التفاصيل رجع إلى سفر أشعياء حيث يقول: «الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب الذي ينتشر السماوات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن.»
3
وإلى مقطوعة من سفر أيوب تذكر «عمدان السماء». ولقد كون من مجموع هذا نظاما، متخيلا أنه قد أوحي إليه بأسرار العلم ومغمضات الكون الأوسع.
أما تلك العلبة العظيمة فتنقسم إلى قسمين أو دورين أحدهما فوق الآخر. ففي الدور الأول يعيش الناس وتتحرك الكواكب. وهو يمتد ارتفاعا إلى القبة الصلبة الأولى أو القبة الزرقاء التي يعيش من فوقها الملائكة الذين وكل إليهم - كجزء من عملهم - أن يدفعوا عنهم ثم يجذبوا إليهم الشمس والسيارات رواحا وجيئة.
ثم يعمد بعد هذا إلى سفر التكوين مستندا إلى الآية المعروفة: «وقال الله ليكن جلد في وسط المياه. وليكن فاصلا بين مياه ومياه.»
4
وإلى غير ذلك من الآيات. ثم ينتهي إلى المزامير حيث تذكر: «سبحيه يا سماء السماوات ويا أيتها المياه التي فوق السماوات.»
5
ولقد ترى «قوزماس» بعد التوسع الكبير في هذه الآراء والنصوص يصب الجميع في إناء واحد ليحمي عليها من وقود خياله حتى تنضج، فتخرج نظرية قوامها أن فوق القبة السماوية الأولى حوض عظيم يحوي «المياه». ثم يعود ثانية إلى سفر التكوين مستندا إلى القول «بنوافذ السماء» ليضع نظرية أخرى يعلل بها سقوط المطر على الأرض فيزعم بأن الملائكة لا يقتصر عملهم على رفع الأجرام السماوية وجذبها رواحا وجيئة لتنير الأرض، بل إنهم مكلفون فوق ذلك بفتح نوافذ السماء وغلقها ليطفئوا ظمأ الأرض ويحيوا مواتها.
ولما أراد «قوزماس» أن يفهم كيف يتكون سطح الأرض، رجع إلى أسلوب التفسير الذي اتبعه «أوريغن»
Bog aan la aqoon