U Dhexeeya Diinta iyo Cilmiga
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Noocyada
تقول التوراة بأن الشمس تتحرك وأن الأرض ثابتة، ويقول العلم بأن الأرض تتحرك وأن الشمس ثابتة. كيف يمكننا أن نعرف أي الفريقين في جانب الحق قبل أن نعرف ما هي الحركة؟ فإذا كانت آراؤنا في الحركة ليست سوى نتيجة اتفاقية تقتضيها حواسنا الحاضرة فكلا الفرضين غير صحيح وكلاهما صحيح؛ كلاهما غير صحيح من الوجهة الفلسفية، في حين أن كليهما صحيح لتأدية بضعة أغراض عملية في النظام الذي توجد فيه كلتاهما.
وإنك لن تجد في كل ما ظهر من المؤلفات المضادة للاهوت أنفسها من قول هو أكبر من هذا مجلبة للشك، ومخبثة لليقين. ومن أجل أي غرض أراد هذا اللاهوتي أن يرمي شباب أكسفورد في أعماق ذلك الشك القاتل تلقاء وجود أي أساس للحق أو في أنه موجود وجودا مطلقا؟ لا لشيء سوى أن ينقذ من الدمار أسلوبا محطما من أساليب الفكر، شاءت الأقدار أن يولد ذلك اللاهوت في أحضانه.
وأما الجهد الثاني فقد أوحى به إلى «ده بونالد» ونما على صفحات «الدبلين رفيو» بسعي أحد مشايعي الكردينال «نيومان»، على ما عرف من أمره. ولم يكن ذلك الجهد بشيء، اللهم إلا التراجع من خط القتال بخدعة توجه ملامتها إلى الله الواحد القهار. قيل: «غير أنه يمكننا أن نشك في أن الكنيسة قد أعاقت خطا العلم عن أن تمضي في التقدم والارتقاء، لنقول بأن الذي أعاقها هو ذلك الظرف الذي اقتضى أن يضع الله كثيرا من متون التوراة في قالب يشعر ظاهره بإنكار دوران الأرض. غير أن الله هو الذي فعل هذا لا الكنيسة. وفضلا عن هذا فإن الله ما دام قد رأى أن الصالح في أن تعاق خطا الحقائق العلمية عن أن تنبعث في طريق النشوء زمانا، فليس من لوم على الكنيسة - حتى ولو صح ما ترمى به - إذا هي احتذت المثال الذي اختطته يد الله واتخذته إماما.»
ولم تبعث هذه البراهين من شيء في نفوس المفكرين بقدر ما بعثت فيهم من عوامل الاشفاق، وبواعث الرحمة بقائليها. على أن لهذا الأمر شبيها في التاريخ. وما يشبهه إلا تلك الجهود التي بذلها مستر «جوس»
Mr. Gosse
في سبيل التوفيق بين علم الجيولوجيا وسفر التكوين؛ بأن فرض أن الله - لغرض يخفى علينا ولا نستطيع إدراكه - قد خدع المفكرين خديعة كبرى، بأن خط على لوحة الأرض كل مظاهر النشوء خلال عصور متطاولة في القدم، بينما أن الحقيقة أنه خلقها في ستة أيام، كل منها نهار وليل لا غير.
على أن تدليل «ده بونالد» كتدليل «نيومان» كلاهما جهد القانط اليائس، الذي تمثل في لاهوتيي الكنيستين الإنغليكانية والرومانية، لتفوزا بإنقاذ شيء من اللاهوت المذهبي القديم، أن تناله - كما نالت غيره - معاول الهدم والتحطيم.
إن هؤلاء وأمثالهم لم يغرسوا في قلوب المفكرين من أهل الحرية إلا فكرة واحدة، فكرة أن هنالك صراعا ضروريا بين العلم والدين مثلهم في ذلك كمثل رجل يربط نفسه وهو فوق اليابسة في مرساة سفينة أخذت تغرق بين لجات اليم المتلاطمة. فإنهم ربطوا بين النصرانية وبين تلك الفكرات الخاطئة بأقوى خيوط استطاعوا أن يحيكوها من قواعد المنطق. ولو أن الغلبة قد تمت لهم لقضي على تقدم العلم والمعرفة قضاء مبرما. •••
وقد نتساءل من جهة أخرى: ماذا فعل العلم بالدين؟ لم يفعل من شيء، بل إن «كوبرنيكوس» لم يفلت من يد الكنيسة إلا بالموت، و«جيوردانو برونو» أحرق حيا كجبار من جبابرة الكفر والإلحاد، و«غاليليو» سجن وأهينت كرامته كأخبث من أقلت الأرض من الزنادقة، و«كيبلر» اتهم بأنه «يحاول أن يرمي مملكة المسيح في أحضان الفوضى بتخيلاته الفاسدة.» و«نيوتن» هوجم ولعن لأنه «أنزل يد العناية عن عرشها.» ومن طريق هؤلاء أسس العلم للدين دعامة أقوى من دعاماته الأولى ليقوم عليها، وزوده بحقائق وتصورات أنبل مما كان بين يديه، وأهدى سبيلا.
تحت ظلال المذهب الفلكي القديم نشأ فلكي الأمراء «ألفونسو أوف كاستيل»
Bog aan la aqoon