U Dhexeeya Diinta iyo Cilmiga
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Noocyada
فإن وداعته قد حالت دون أن يقتفي خطوات «لوثر» في أن يرمي «كوبرنيكوس» بالكفر، بل قال في مقالته المعروفة بعنوان عناصر الفوسيقى
- والتي طبعت بعد موت «كوبرنيكوس» بستة أعوام ما نصه: «إن أبصارنا تشاهد السماوات تدور في مدى أربع وعشرين ساعة. غير أن أناسا دفع بهم حب التبشير بالجديد أو حب الشهرة قد أذاعوا أن الأرض تتحرك، وأنه ليس كذلك الفلك الثامن ولا الشمس. أما إذاعة مثل هذه المبادئ علنا وبثها في الناس عيانا فليس من سمو الهمة ولا من الأمانة في شيء؛ لأن ذلك يعطي الناس مثلا خطرا مبغوض النتائج. والواجب على الرجل الذي يطلب الخير أن لا يحيد عن الحق كما أنزله الله في كتابه وأن يخلد له.»
ومضى «ميلانكوتون» بعد ذلك ذاكرا مقطوعات من المزامير والمتون الكنسية، رأى أنها تؤيد بجلاء وصراحة مذهب أن الأرض ثابتة تماما وأن الشمس تدور من حولها، مضيفا إلى ذلك ثمانية براهين أخرى أيد بها زعمه، مستخلصا منها «أن الأرض لا يمكن أن تكون في مكان ما لم تكن في وسط الكون.» ولقد أمعن ذلك الرجل - وهو في نظرنا من أودع المصلحين - في القول بأن من الواجب أن تفرض عقوبات شديدة تصد الذين يريدون أن يبشروا للناس بتعاليم «كوبرنيكوس» عن تبشيرهم، وتزجرهم عن غيهم.
وبينما ترى أنصار المذهب «اللوثري» قائمين يناوئون مذهب دوران الأرض، بل ويرمون كل مؤيد له بالكفر والهرطقة، إذا بك ترى شعبا أخرى من شعب الكنيسة البروتستانتية يتسابقون في تلك الحلبة متناهين. وتبوأ كالفن بكتابه «تعليقات على سفر التكوين» مكان زعامتهم؛ إذ أعلن كفران كل من يقول بأن الأرض ليست في مركز النظام الكوني. وبدأ القول بالإشارة إلى أول مقطوعة من المزمور التاسع والثلاثين ثم تساءل: «من من الناس يجرء على أن يضع سلطة «كوبرنيكوس» فوق سلطة الروح القدس؟» أما «تريتان»
Territin
خليفة «كالفن» المعروف، فإنه أذاع حتى بعد أن مكن «كبلر» و«نيوتن» لنظرية «كوبرنيكوس» و«غاليليو» وأتماها ووضعا لها قواعدها الثابتة، مختصرة اللاهوتي محاولا أن يثبت - مستعينا بكثير من نصوص الكتاب المقدس - أن السماوات والشمس والقمر إنما يدرن من حول الأرض التي هي ثابتة في مركز النظام الكوني.
وإنك لتقع في إنجلترا على مثل من ذلك الجهد اللاهوتي، حتى بعد أن أثبتت التجارب أنها جهود بائرة لا نتيجة لها؛ فإن «هتشنستون»
Hutchinson
في كتابه «مبادئ موسى» ودكتور «صموئيل بيك»
Dr. Samuel Pike
Bog aan la aqoon