U Dhexeeya Diinta iyo Cilmiga
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Noocyada
في الطريق التي رسمها هؤلاء العظماء سارت الكنيسة العظمى هادئة مطمئنة، ولقد صرح المجمع اللاتيرني الرابع
Fourth Latran Council
بأن الله قد خلق كل شيء من لا شيء. وإنك لتجد حتى اليوم أن أرهاط المؤمنين سواء أكانوا كاثوليك أم بروتستانت، لا يلقنون إزاء هذا الأمر من شيء سوى ما يوحي به هذا المذهب. وعلى هذا الأمر اتفق البابا «بيوس التاسع»
في مختصره الديني، وكنيسة وستمنستر في كتاب «أصول الإيمان».
وبعد أن فرغ اللاهوتيون من الكلام في طريقة خلق الله الكون ومادته، رجعوا إلى الكلام في «الزمان» الذي تم فيه ذلك العمل العظيم.
هنا اعترضتهم مشكلة؛ فإن أولى الروايتين اللتين جاءتا في سفر التكوين تنص على أن عمل الخلق قد تم في ستة أيام، كل يوم منها نهار وليل بما في ذلك تفصيل ما تم في كل منها، على صورة تامة من الدقة والضبط، أما الرواية الثانية فتذكر «اليوم» الذي صنع فيه «الله الأرض والسماوات»، ولقد كان ما اتصفت به الرواية الأولى من الدقة، وملاءمتها لطبيعة ما تكونت عليه عقول العديد الأوفر من متقدمي اللاهوتيين، قوة حازت بها قسطا من الأسبقية وقوة البقاء، غير أن مفكري اليهود من أمثال «فيلو»
، ومفكري النصارى من أمثال «أوريغن»
Origen ، وقد حاولوا أن يكونوا في الخالق وخلقه تصورات أرقى نزعة وأنبل قصدا، لم يقنعوا بهذا فألقوا في بحر اللاهوت النصراني المضطرب المتدافع القوات، بفكرة أن الخلق كان موقوتا وفي لحظة واحدة، ولم تستمد هذه النظرية عناصر القوة من الجزء الثاني من أساطير سفر التكوين وحدها، بل كان يؤيدها النص القائل: «تكلم فخلقت العوالم، وأمر فبرزت ثابتة.» أو كما جاء في النسخة اللاتينية من الكتاب المقدس: «تكلم فصنعت العوالم، وأمر فخلقت.»
كان من نتائج ذلك أن برزت في ثنايا العقل فكرة أن أقوم طريق وأسلم سبيل يتبعه المؤمنون هو الاعتقاد الكامل بكلتا النظريتين، وأن الله بطريقة خفية قد خلق الكون في ستة أيام، بيد أنه أبرزه إلى الوجود فجأة وفي لحظة واحدة، وعلى الرغم بما أهاب به عدد عديد من عظماء اللاهوتيين مثل «إفرايم سيروس»
Ephraem Syrus
Bog aan la aqoon