311

Baydhaan iyo Tabyiin

م م - البيان والتبيين للجاحظ

Daabacaha

دار ومكتبة الهلال

Goobta Daabacaadda

بيروت

بعد فقد أحسن بك ظنا من أودعك حرمته، واختارك ولم يختر عليك وقد زوجناك على ما في كتاب الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» .
قال: وخطب أعرابي وأعجله القول وكره أن تكون خطبته بلا تحميد ولا تمجيد، فقال: «الحمد لله، غير ملال لذكر الله، ولا إيثار غيره عليه» . ثم ابتدأ القول في حاجته.
وسأل أعرابي ناسا فقال: «سأجعل الله حظّكم في الخير، ولا جعل حظّ السائل منكم عذرة صادقة» .
وكتب إبراهيم بن سيّابه «١» إلى صديق له كثير المال، كثير الدخل، كثير الناضّ «٢» يستسلف منه نفقة، فكتب إليه: «العيال كثير، والدخل قليل، والدّين ثقيل، والمال مكذوب عليه» . فكتب إليه إبراهيم: «إن كنت كاذبا فجعلك الله صادقا، وإن كنت مليما فجعلك الله معذورا» .
وقال الشاعر:
لعل مفيدات الزمان يفدنني ... بني صامت في غير شيء يضيرها
قال: وقال أعرابي: «اللهم لا تنزلني بماء سوء فأكون امرأ سوء» . وقال أعرابي: «اللهم قني عثرات الكرام» .
قال: وسمع مجاشع الرّبعيّ رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم. فقال: أخزى الله شيئين خيرهما الشح.
قال: وأنشدنا أبو فروة:
إني امتدحتك كاذبا فأثبتني ... لما امتدحتك، ما يثاب الكاذب

1 / 318