قال أبو سعيد: معي إنه يخرج في قول أصحابنا في التي قدمت إمامين في صلاة واحدة كان أصلها بإمام، إن صلاتهم كلهم فاسدة؛ لأن في ذلك خلاف السنة، وليس من السنة أن تكون صلاة واحدة قد يثبت الحكم واحد يكون فيها إمامان في معنى لأنهما شيء واحد، وهذا إذا دخل الإمامان كلاهما في معنى الصلاة قبل الآخر فإن صلاته تامة، وصلاة الآخر باطلة، ومن صلى بصلاته؛ لأن الأول صلاته موافقة للسنة ، والآخر صلاته مخالفة للسنة، وأما الذي يسهو خلف الإمام على ما ذكر فيخرج معي في معاني قول أصحابنا: إنه إذا سبقه الإمام بالركوع كاملا وهو في حال القيام حتى يسجد الإمام، وصار بينه وبين الإمام الركوع، أن صلاته فاسدة، ويخرج في بعض قولهم: إنه يتبع الإمام متى أفاق، ما لم يكن الإمام خرج من الركعة، وهو أن يتم الركوع والسجود، ويدخل في الركعة الثانية، ويخرج في بعض قولهم: إنه ما لم يسبقه الإمام بركعة تامة، فهو يتبع الإمام ويأتي الصلاة على وجهها، ولا تفسد صلاته، ولعله قد قيل غير هذا، إنه بما يسبقه الإمام فاتبع الإمام في وجه ما يسبقه به ما أدرك الإمام في الصلاة، فهو يتبع الإمام؛ لأنه يتبعه على أثره، ولا أعلم في قولهم في حال إنه يترك ما يسبقه به /90/ الإمام، ويجاوزه إلى شيء فيعمله معه، بغير ابتداء الصلاة بالإحرام، وأن يأتي بالصلاة على وجهها، فيصلي مع الإمام ما أدرك فيه ويبد ما فاته على وجهه [بيان، 13/90].
في الصف خلف الإمام
قال أبو بكر: ثبت عندي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تماما الصلاة"، واختلفوا في الصف من بين السواري، فكره ذلك ابن مسعود وحذيفة بن النعمان والنخعي، وروي ذلك عن ابن عباس، ورخص فيه ابن سيرين وأنس بن مالك وأصحاب الرأي.
قال أبو بكر: ذلك جائز؛ لأني لم أعلم في النهي خبرا يثبت.
Bogga 213