يجعلني من خدام هذا الفن أعني العلم الشرعي وأن يرزقني الإخلاص في ذلك وأرجو أن يكون انتسابي إلى طلب هذا العلم من توفيق الله لي ومعلوم أن خدمة هذا الفن تنقسم إلى قسمين: قسم يتعلق بإخراج التراث القديم الذي بذل فيه أسلافنا وقتهم وعصارة فكرهم وإخراجه كما كتبه المؤلف والتعليق عليه وخدمته حسب المنهج المتبع.
وقسم يختص بجمع المادة من مصادرها في سفر واحد أو أكثر وتبويبها ومناقشة أدلتها، ولما كان شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية أحد هؤلاء السلف الذين أوقفوا أنفسهم لخدمة هذه الشريعة والدفاع عنها في شتى المجالات أحببت أن أساهم بجهد مقل بالتحقيق والتعليق وتصحيح المشكل على أحد مؤلفات هذا العلم الذي قل أن يجود الزمان بمثله وهذا المؤلف هو: (بيان الدليل على بطلان التحليل) والسبب الذي حملني على اختياره ما يأتي:
مكانة المؤلف العلمية وقد أجمع المنصفون العارفون له على فضله وغزارة علمه واعتداله وإنصافه للخصم وعدم التعنيف فهو فقيه محدث محقق لكل العلوم.
مكانة الكتاب العلمية فهو يتعلق بمسألة التحليل (أي التيس المستعار) وقد كتب المؤلف عن الموضوع كتابة لم يسبق إليها كما تعرض فيه للحيل مما يندر وجوده في غيره.
ما وجدته من النقص والسقط في النسخة المطبوعة بقسميها التي جمعها الشيخ محمد رشيد رضا في الفتاوى المصرية والأخرى التي طبعها عبد القادر عطا وشركاؤه فإنهما اعتمد على نسخة توجد في معهد المخطوطات في القاهرة وقد سقط منها ربع الكتاب تقريبا هذا